كان يتوسّد أفكاره في منامه، تِلكَ التي تُصارع آفاقه بحثًا عن منفذ. تستيقظ معه حينما تُلوّن السماء ع

كان يتوسّد أفكاره في منامه، تِلكَ التي تُصارع آفاقه بحثًا عن منفذ. تستيقظ معه حينما تُلوّن السماء عند الشروق، حينما تستقبل العصافير المُغرّدة عند الش

كان يتوسّد أفكاره في منامه، تِلكَ التي تُصارع آفاقه بحثًا عن منفذ.

تستيقظ معه حينما تُلوّن السماء عند الشروق، حينما تستقبل العصافير المُغرّدة عند الشجرة المُطلّة على فِناءة الخلفي الشمس حينما تعتلي الغيوم، ويفتح النافِذة نافِثًا بقايا سجائرة التي نام بِرفقتها..

يأخُذها معه حينما يذهب لشراء السجائر، حينما يتنزّه في الأزقّة. لا منفذ. كل يوم يخوض نفس المعركة، كل يوم وهو مُتيقّن بأنه طرفٌ خاسر فيها، في حُطامها وشظاياها القاتِلة. وِحدته الدامِسة، هي من زرعت بيئة خصِبة في ذهنه للأفكار التي كان يتجاهلها كوهمٍ عابِر...

الذي كان يتجاهلُها حينما كانت زوجته بِرفقته، تؤنِّسه حتى عن ذاته، قبل ان تُفارق الحياة وتَتركه فريسةٌ لروحه المُتهشّمة. روحه الأشبه بالثُقب، كُل ما أخذ، توسّع نِطاقه. مثله، كُل ما وجد ضالّة تساؤل، يُخلق تساؤل جديد من ظهرِ الإجابة...

وكأنه ترك ذاته بعيدًا، عن زمانها ومكانها الحاليين. هُناك في نسمات البحر بموجاته التي تهبُ على وجهه مُخترقة إبتسامته حينما كان بِرفقتها، حينما كان يشعُر بأنه على قيد الحياة. ومنذ هذاك المشهد، وكأنها غادرت عنه شرقًا، وهو تائِهٌ عنها غربًا...

سجينٌ بِلا قُضبان، سجّان نفسه.

ذكرياته من كبّلته، سرقته من حاضِره، حتى تلاشى المعنى من أستيقاظه كل يوم. يهّوي في العدم بِلا هدف، بِلا غاية، مثل دُمية مسرحية غارِقة بِذكرى تراكمت عليها الكثير من الذكريات...

عاجِزٌ بِلا حول ولا قوّة...


Kommentarer