- صاحب المنشور: الحسين الهضيبي
ملخص النقاش:
في عصرنا الحالي الذي يتسم بتقدم مذهل في مجال التقنية وتطويرها، أصبح توازن الخصوصية الرقمية والابتكارات التكنولوجية قضية مثيرة للجدل وأساسية. فمع زيادة الاعتماد على الإنترنت والتطبيقات الذكية والأجهزة المتصلة بالشبكة، تتعرض خصوصيتنا الشخصية لتهديد مستمر نتيجة الاختراقات الأمنية وانتهاكات البيانات وانتشار المعلومات الشخصية عبر الشبكة بدون علمنا أو موافقتنا. وفي الوقت نفسه، يعتمد العالم على هذه التقنيات الجديدة لتحسين حياتنا اليومية وتعزيز كفاءتنا وتحقيق تقدم كبير في مختلف المجالات مثل الطب والصناعة والتعليم وغيرها الكثير. لكن كيف يمكن تحقيق هذا التوازن الحساس؟ وكيف نضمن الحفاظ على حق الأفراد في الاحتفاظ بهويتهم الخاصة أثناء الاستفادة من ثمار الثورة الصناعية الرابعة؟ سنُناقش لاحقا كيفية ربط القوانين الأخلاقية والإسلامية بهذا الموضوع الحيوي.
**الآثار القانونية والتجارية**:
إن حماية بيانات الأفراد لها أهميتها القصوى سواء كانت متعلقة بعمل الشركات أم بقضايا شخصية حساسة كالرعاية الصحية والسجل الطبية والمزيد. وعلى الرغم من وجود قوانين معمول بها عالمياً لحفظ سرية تلك المعلومات -كاللائحة العامة لحماية البيانات GDPR- فإن التنفيذ الفعلي لهذه القواعد غالبًا ما يفتقر إلى الكفاية بسبب عدم توفر العقوبات المشددة وعدم قدرة الجهات المنظمة على مجاراة السرعة التي تتطور بها تقنيات جمع واستخدام البيانات الضخمة. كما أدى انتشار الخدمات المالية الإلكترونية والنظام البيئي للتجارة الإلكترونية العالمية إلى تعقيد الأمر أكثر فأكثر حيث تتم مشاركتها وعرضها للبيع لشركات أخرى بغض النظر عما إذا كان ذلك ضمن اتفاقيات واضحة أم خفية! لذلك يجب العمل جاهدين نحو وضع قوانين ملزمة تلزم جميع الأطراف المعنية باتباع بروتوكولات شفافة وآمنة تحترم حقوق المستخدم النهائي وتمكنه من التحكم في شخصيته الرقمية ومشاركة معلوماتهم حسب تقديره الخاص.
**الأثر الاجتماعي والثقافي**:
لا ينبغي اعتبار مسألة الخصوصية مجرد جانب قانوني تجاري؛ بل هي أيضًا ذات تأثير اجتماعي عميق. فقد أثرت جائحة كورونا بشكل خاص على السلوك الإنساني ذاته مما عزز من اعتماد الناس على وسائل التواصل الاجتماعي لإقامة روابط اجتماعية جديدة واقتناء خدمات التعليم والدواء والبقالة وبالتالي خلق بيئة صحية رقميا متعددة الأبعاد بحاجة ماسة لتوفير المزيد من ضمانات الامان والحماية للمستخدم العربي المسلم تحديداً والذي قد يشعر بموجات قلق بشأن انتهاك حرماته الدينية لدى استخدام بعض المنتجات الغربية الحديثة غير الإسلامية والتي ربما تساهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بتعريض دينه للإساءة أو الاستهزاء. ومن هنا تأتي ضرورة تطوير حلول تكنولوجيه مبتكرة تبقي مصالح المجتمع المحلي والعربي الإسلامي نصب أعين المطورين والشركات الدولية الراغبين باستثمارات محتملة داخل منطقتنا الواسعه المتنوعة ثقافيا واجتماعياً ودينياً أيضاً!.
وفي الأخير دعوني أستخلص لكم جوهر محاورتي حول موضوعنا هذا تحت عنوان "التوازُـنُ بينَ الخصوصِيَّةِ الرَّقميَّــةِ والتقنيّــات المُبتكرَـــة": إنَّ تحقيق تكامل قائمٍ فوق أرضी مشتركة واحدة مبنيةٌ أساسًا عل ىالثوابت الشرعية والقيم الاجتماعية الأصيلة أمر ممكن وممكن جدّاً لو اقتنع الجميع بانحياز جهدهم إلى خدمة الإنسان وخيريته قبل أي اعتبار آخر مهما بلغ حجم المغريات الاقتصادئية والمادية اللاتي تحاول جذبه بإتجاه مغاير لما هو صلاح ديننا ودنيانا سوياً بلا جدال ولا خلاف طالما حافظ كل فرد