- صاحب المنشور: إياد بن عبد الكريم
ملخص النقاش:
تُعد الإندماج الاجتماعي لمجموعات المهاجرين والمغتربين تحديًا عالميًا متعدد الأوجه يتطلب حلولا مبتكرة ومتكاملة. وفي هذا السياق، يبرز دور التقنية وأدواتها كعامل مهم لتحقيق تسهيل عملية اندماجهم، ولكن مع وجود مجموعة معقدة من التحديات التي تتطلب النظر المتعمق والفهم العميق لديناميكيات المجتمع والثقافة المحلية. فيما يلي تحليل شامل للتحديات والفرص المرتبطة باستخدام التكنولوجيا لتعزيز الإندماج الاجتماعي للمهاجرين:
التحديات:
1. الفوارق الرقمية:
تشكل الفوارق الرقمية حائطًا رئيسيا أمام المهاجرين الذين قد لا يمتلكون المهارات اللازمة أو الوصول إلى الوسائل الأساسية للانخراط في العالم الرقمي بطريقة فعالة. وقد ينجم ذلك عن قيود اللغة وصعوبات فهم واجهة المستخدم المعقدة لأدوات الإنترنت الحديثة، بالإضافة إلى عدم توفر المعدات والتكنولوجيا الضرورية مثل الحواسيب والأجهزة الذكية واتصالات الإنترنت المستقرة. هذه العوائق يمكن أن تعزز الشعور بالتهميش والإقصاء وتعيق قدرة الأفراد على الاستفادة الكاملة مما تقدمه أدوات الانترنت من فرص معرفية وثقافية واقتصادية.
2. القلق بشأن الخصوصية والأمان:
يعاني العديد من المهاجرين من مخاوف مشروعة حول خصوصيتهم وأمن بياناتهم الشخصية عند استخدام الخدمات الرقمية المتاحة لهم. فقد يعانون من شعور بعدم الثقة تجاه الشركات والحكومات التي تقدم خدمات الإنترنت ويخشون وقوع معلومات حساسة بأيدي غير مؤهلة للاستخدام الصحيح لها. ويمكن أن يؤدي انتشار الأخبار الكاذبة وفبركة المحتوى والتلاعب به عبر المنصات الاجتماعية إلى تغذية هذا الخوف وتعزيز عزلتها عبر افتقاد القدرة على التحقق من دقة المعلومات المنتشرة وبالتالي اتخاذ قرار مستنير بناء عليها. وبالإضافة لذلك فإن تفاوت مستوى التعليم والمعرفة بين أفراد مختلف الجنسيات يشكل عاملا آخر يساهم بتفاقم تلك المخاوف حيث غالبًا لن تكون لديهم نفس المستوي العلمي الذي يتمتع بها مواطنو الدولة الأصلية مما يستدعي بذل جهود أكبر لتوفير بيئة تربوية رقمية آمنة وموثوقة تضمن حقوق الجميع واحترام خصوصياتهم وضمان سلامتهم أثناء تصفح شبكة العنكبوت العالمية "الإنترنت".
الفرص:
1. بناء مجتمع رقمي داعم:
يمكن تحقيق تأثير كبير بإشراك المهاجرين ضمن مجتمعات افتراضية مبنية خصيصاً لاستقبالهم وتمكين انصهارهم تدريجي داخل نسيج المجتمع المضيف. ومن خلال إنشاء منتديات ومجموعات نقاش مصممة خصيصاً لفئات مختلفة ذات اهتمامات مشتركة أو مجالات تخصص مشابهة -سواء أكانت لغوية أم ثقافية أم مهارية– ستكون هناك فرصة ذهبية لتسهيل تبادل الثقافات وخلق نوافذ فاعلة لإثراء التجارب المشتركة سواء كانت شخصية أو وظيفية. كما تساعد أيضًا هذه البرامج التدريبية الرقمية المتخصصة والتي تهيئ هؤلاء الوافدين الجدد للسوق العملي المحلي ولاستغلال خبراتهم العملية العلمية المكتسبة سابقًا لصالح بلد المقصد الجديد بما يحقق مصلحة الطرفين سوياً. ومن جهة أخرى تعد منصات التواصل الاجتماعي عامل جذب هام مما يسمح ببناء شبكات اجتماعية واسعة تشمل كل جوانب الحياة المختلفة كالفن والأعمال والرياضة وغيرها الكثير ممّا يقرب المسافات ويوسع دائرة الاحتكاكات المفيدة لكل طرف بدون استثناء.
2. تطوير مهارات جديدة:
توفر الشبكة العنكبوتية مساحات مفتوحة بلا حدود تمهد الطريق نحو تعلم مجموعة متنوعة من القدرات المعرفية الجديدة تناسب احتياجات مجتمعات الهجرة باستمرار. فهي تلعب دوراً محورياً في خلق مجال محايد للإبداع الشخصي وتعليم الذات وفق خطى علمية منظمة ومدروسة بعناية. وذلك يتوافق تماماً مع فلسفة نهضة الأمم الحديثة واستراتيجيتها لبناء اقتصاد قائ