- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:يستكشف هذا المقال مفهوم الجوهر الداخلي وتأثيره على الهوية الإنسانية في سياق التغيرات المستمرة. يعرّف طه بن جلون وعزيز الدين القيرواني مفاهيمهم حول كيفية تأثير الجوهر الداخلي في التكيُّف مع الظروف المتغيرة، مؤكدين أن الهوية ليست ثابتة بل ديناميكية.
الجوهر الداخلي كقوة موحِّدة
يشير طه بن جلون إلى أن الفرد يمتلك جوهرًا داخليًا قد يُعتبر مصدرًا للثبات، ومع ذلك يؤكِّد على أن هذا الجوهر ليس بحال من الحياء. إنه مفتوح للتغير والتطور نتيجة تأثيرات البيئة المعقدة مثل الثقافات، المجتمعات، والأحداث الخارجية. يشبِّه هذا التوجه بإرساء قالب ثابت فوق نار مشتعلة، لاسيما أن الجوانب المؤثرة في تكوين الهوية واسعة جدًا.
الديناميكية في تشكيل الهوية
يعتبر عزيز الدين القيرواني أن التفسيرات التقليدية للجوهر الداخلي قد يصورها كمصدر ثابت للهوية، ومع ذلك، فإن تأثير الضغوط والتحديات المستمرة يدفع إلى اعتبار أن الجوهر الداخلي هو بالفعل مرونة ديناميكية. هذه النظرة تشير إلى أن تشكيل الهوية ليس عملية ثابتة ولا سلسة، بل هي دائرة مفتوحة من التغيرات المستمرة. يبرزان التأثير الدوري للعوامل الخارجية في تشكيل الهوية.
التناقض بين ثبات وتغير
في هذا المفاهيم، يحدث نقاش حول كيفية التوفيق بين الجوهر الداخلي والتأثيرات الخارجية. تتساءل الآراء ما إذا كان من الممكن أن يكون هناك ثبات داخلي رغم تيارات التغير المستمرة، وهل يصبح الجوهر الداخلي مجرد تقدير لتأثير نسبي. يشيرون إلى أن تحقيق التوافق مع هذه التغييرات قد يكون أكثر واقعية من الانتماء إلى جوهر دائم.
الخلاصة
يُظهِر النقاش بين طه بن جلون وعزيز الدين القيرواني أن فكرة الجوهر الداخلي ليست مفهومًا ساذجًا؛ إنها تتطلب النظر في ديناميات التغير والثبات. يُعزى ذلك إلى أن الأشخاص لديهم القدرة على التكيف مع بيئات جديدة وتحديات مختلفة، متجاوبين باستمرار مع الظروف المتغيرة. في النهاية، قد يكون من الأصحِّ أن ننظر إلى الجوهر الداخلي كقوة ديناميكية تساعد على التكيف والتطور بدلاً من مقياس ثابت للهوية.