التوازن بين التكنولوجيا والتقاليد: تحديات المجتمع السعودي

في عصر يزدهر فيه أثر التطور التكنولوجي وتسارع وتيرة الحياة الحديثة، يجد المجتمع السعودي نفسه في مرحلة تحول حيث يتعين عليه مواجهة العديد من التحديات ال

  • صاحب المنشور: التواتي بن قاسم

    ملخص النقاش:
    في عصر يزدهر فيه أثر التطور التكنولوجي وتسارع وتيرة الحياة الحديثة، يجد المجتمع السعودي نفسه في مرحلة تحول حيث يتعين عليه مواجهة العديد من التحديات الهادفة إلى إيجاد توازٍ متناغم بين التقليد والثورة الرقمية. هذا التحوّل ليس مجرد تغيير ثقافي فحسب، بل هو أيضًا مسعى لتكييف القيم الإسلامية مع العصر الحديث بطريقة تكفل الحفاظ على الهوية الأصيلة للمجتمع بينما تستفيد منه منجزات العلم والابتكار المتزايدة.

تُظهر المملكة العربية السعودية نموذجًا واضحًا لهذه المحاولة لدمج القديم بالحديث؛ فقد شهدت البلاد تطورات هائلة فيما يتعلق بالنقل والمواصلات والبنية الأساسية بموجب رؤية ٢٠٣٠ المدعومة بشبكة تقنية حديثة ومتطورة مثل الإنترنت واسعة النطاق ومراكز البحث العلمي المتقدمة وجامعات عالمية المستوى. لكن رغم ذلك، ثمة قلق لدى البعض بشأن مدى تأثير هذه الزيادة غير المسبوقة للتقنيات الجديدة على الأسلوب الروحي والأخلاقي للحياة اليومية للمقيمين بها والتي تتميز بالحفاظ على عادات دينية متأصلة لديهم منذ قرون خلت كالصلاة والصيام وغيرها مما قد يشكل تهديدا مباشرا لها حال عدم توازن الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا.

بالإضافة لذلك نلاحظ وجود اهتمام ملحوظ لدى الجيل الصاعد للاستفادة القصوى من إمكاناتها الهائلة التي توفر فرصاً تعليمية فريدة تساهم بتوسيع آفاق المعرفة والمعاصرة العالمية لهم ولكنه أيضا ينذر بخطر الانغماس الزائد عنها والذي يمكن أن يؤثر سلبيّاًعلى العلاقات الاجتماعية والعائلية وبالتالي بناء مجتمع مترابط داعم ومتكامل عناصر بعضها البعض وهذا أمر مهم جدا لإنجاح عملية الإصلاح الشامل المنشودة هنا.

لذا فإن الدور الأكثر أهمية يكمن الآن أمام الحكومات والشخصيات المؤثرة داخل وخارج القطاع الخاص بالسعوديه باتخاذ خطوات مدروسة نحو تنظيم استهلاك وسائل التواصل الاجتماعي واستثمار موارد الدولة المالية والفكرية لدعم حملات تثقيفية مكثفه حول كيفية استخدام تلك الأدوات بالشكل الأنسب الذي يحقق مصالح الجميع ويضمن سعادتكم مستقبلاً بإذن الله سبحانه وتعالى .


نهى البوزيدي

9 مدونة المشاركات

التعليقات