• صاحب المنشور: راضية الجوهري
  
  ملخص النقاش:
  

  مقدمة

لا يمكن إنكار أنّ الثورة الرقمية التي نمر بها حالياً قد أثرت بشكل عميق ومتنوع في جميع جوانب الحياة الإنسانية. ومن بين هذه الجوانب الحيوية مجال التعليم الذي يواجه تحولات هائلة بفضل الابتكارات التكنولوجية الحديثة خاصة الذكاء الاصطناعي. هذا الأخير أصبح جزءا لا يتجزأ من منظومة التعلم الحديث بسبب قدرته الفائقة على معالجة المعلومات وتحليلها مما يمكنه من تقديم تجربة تعليم فريدة للمتعلمين حول العالم.

**كيف يعمل الذكاء الاصطناعي في التعليم؟**

إنّ استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي في قطاع التربية والتعليم يشمل مجموعة واسعة من الأدوات والموارد مثل البرمجيات التعليمية المتقدمة وأجهزة المحاكاة وبرامج مساعدة المعلمين وغير ذلك الكثير. تعمل هذه التقنيات بكفاءة عالية لتحديد نقاط القوة والضعف لدى كل طالب واستخدام تلك البيانات لإعداد خطط دراسية شخصية لكل متعلم حسب احتياجاته وقدراته الخاصة. كما يساهم الذكاء الاصطناعي أيضًا في توفير بيئة تفاعلية غامرة حيث يستطيع الطلاب التواصل مباشرة مع روبوتات الدردشة الآلية للحصول على توضيحات وشروحات مفصلة لأي موضوع عصيب عليهم فهمه.

**الفوائد والتحديات المرتبطة بتوظيف الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية**

بالرغم من كون تأثير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في مجال التدريس ساحقا إلا أنه ليس خاليا تمامًا من العقبات المحتملة والتي تشمل المخاوف بشأن الأمن السيبراني والحفاظ على خصوصية بيانات الطالب بالإضافة إلى احتمال فقدان الوظائف بالنسبة لبعض العاملين الحاليين في القطاع التعليمي جراء الاستعاضة عنهم بوسائل تعتمد اعتمادا كبيرا على الروبوتات والأتمتة الصناعية. وعلى الجانب الآخر فإن مزايا استعمال أدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي تتضمن فتح باب الفرصة أمام ملايين الأفراد الذين يعيشون خارج المدن الرئيسية للوصول لمحتويات تعليمية ذات نوعية عالية عبر الإنترنت بغض النظر عن مكان وجودهم الجغرافي.

بالإضافة لذلك يشجع هذا النظام الجديد طلاب اليوم على تبني طريقة تفكير مستقبلي تقوم أساساً على حل المشكلات واتخاذ القرار بناءً على المنطق والاستنتاج عوض الاعتماد بصورة مطلقة على حفظ الحقائق والقواعد الدراسية القديمة الجامدة.

وفي الختام فإن تقانة الذكاء الاصطناعي باتت تُعد رفيقا ضروريا لمسيرة تطوير نظم تربوية أكثر فعالية وإنسانية تواكب المتغيرات المستمرة للأجيال الجديدة وتمكن مجتمع الغد من مواجهة تحدياته بروح حماس وثاقبة الرؤية نحو الريادة العالمية!