الديناميكية الاجتماعية والتأثير الثقافي لوسائل التواصل الاجتماعي

تُعدُّ وسائل الاتصال الحديثة مثل الشبكات الاجتماعية أحد أهم العوامل المؤثرة على الحياة المعاصرة. لقد غيرت هذه المنصات طريقة تفاعل الأفراد وتواصلهم وأص

  • صاحب المنشور: إخلاص بن القاضي

    ملخص النقاش:
    تُعدُّ وسائل الاتصال الحديثة مثل الشبكات الاجتماعية أحد أهم العوامل المؤثرة على الحياة المعاصرة. لقد غيرت هذه المنصات طريقة تفاعل الأفراد وتواصلهم وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. إن ديناميكيات المجتمع الحديث تتغير باستمرار تحت تأثير التكنولوجيا المتطورة؛ فمنذ ظهورها قبل أكثر من عقدين، أدى استخدام الإنترنت إلى تحولات اجتماعية وثقافية عميقة الأثر. سنناقش هنا كيف شكلت مواقع التواصل الاجتماعي هويتنا الجماعية وكيف أثرت على القيم والمعايير الأخلاقية لدينا.

التأثير على الهوية الشخصية والجماعية

كان لإطلاق الفيسبوك عام ٢۰۰۴ وما رافقه من بوادر الظهور الواسع لمواقع أخرى كالانستغرام وتويتر واتساب وغيرها دور فعال بتشكيل الطريقة التي ننظر بها لأنفسنا داخل مجتمعاتنا المختلفة. بات بإمكان الأشخاص الآن بناء صور افتراضية خاصة بهم عبر حسابات شخصية مليئة بالمعلومات والصور والفيديوهات، مما يعكس جوانب مختلفة من شخصيتهم وقدراتهم وهواياتهم. يمكن لهذه الصور الذهنية المعدلة أو المحسنة ذاتيًا أن تؤدي لتغيرات طويلة المدى فيما يخص فهم الفرد لنفسه ولآخرين أيضًا حيث أصبح ممكنا مقارنة الوضع الحالي بالحياة الواقعية وبالتالي تحديد نقاط التحسين والضعف لدي الشخص ومحيطيه أيضًا.

إعادة تعريف العلاقات والمجتمع المدني

لقد سهلت شبكة الانترنت عملية تبادل المعلومات بطرق فريدة ومتنوعة جعلت الوصول للمعلومة أكثر سرعة وانسيابية مقارنة بالأمس البعيد. كما أنها أتاحت فرصة أكبر للتواصل بين الأفراد ممن كانوا بعيدين جغرافياً وكان يصعب لوصل سابقاً إلا بصعوبات كبيرة. لكن هذا التقدم جاء مصاحباً بجانب سلبي وهو فقدان القدرة على الحفاظ على خصوصية المكالمات الخاصة وبناء علاقات حقيقية خارج حدود الشاشات الرقمية. فعلى الرغم من كون الوسائط الإلكترونية قد عززت الروابط الإنسانية ولكنها زادت الشعور بالعزلة وضعف روابط الثقة التقليدية بسبب عدم وجود جسديا محدد لهذا النوع الجديد من التعامل والذي غالبا ماتكون فيه نوايا خفية ولا توضح الحقائق كاملة دائماً.

الآثار الدينية والأخلاقية للشبكات الاجتماعية:

إن الإسلام يدعو المسلمين دوما لحفظ أعراض الناس وعدم اشاعة السوء للأخرين بالإضافة لأمر ضروري بخصوص حجب الغرائز البشرية الطبيعية تجاه النساء مثلا وذلك لتجنب الفتن والحوادث المؤسفة. وفي الوقت ذاته هنالك قضايا مرتبطة بالسلوك التربوي داخل الأسرة واستخدام الأطفال لهواتفهم الذكية والتي تحتاج أيضا لتوجيه ديني واقعي مناسِب يحافظ لهم على هويتهم والقيم المستمدة من معتقدات آبائهم منذ الصغر حتى مرحلة البلوغ وانتهاء حياة الإنسان برمتها.

إن مراقبة محتوى صفحات المستخدمين أمر مهم للغاية سواء كان ذلك داخل بيوتنا أم خارجه حيث يعمل العديد من الشباب والفتيات ساعات طويلة أمام شاشات الكمبيوتر معرضين بذلك لانبعاثات ضارة وصحة العين للإضرار بل وحتى الصداع والمشاكل النفسية نتيجة الاستخدام الزائد لهذه الأدوات بدون أي تمارين رياضية تساعد الجسم والعقل للحصول على الراحة اللازمة والمقدرة بحسب السن والنظام الغذائي المعتمد كذلك.

وفي النهاية يبقى دور الأم والأب مهما جدًا لرعاية أبنائهما وضمان سلامتهم خلال استعمال وسائل الاعلام الجديدة والتي تشمل تقديم المشورة المناسبة بشأن تصرفاتهم واحتمالات مواجهة تحديات ثقافية واجتماعية مغايرة لما ألفوه حسب تعليمات وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف.


تغريد البرغوثي

6 مدونة المشاركات

التعليقات