• صاحب المنشور: إباء بن جلون
  
  ملخص النقاش:
  

  تتزايد المخاطر التي تواجه تراثنا الثقافي الرقمي مع تطور التقنيات وتغيرها المستمر. يعرض هذا التحول العديد من القطع الأثرية والثقافية المعروفة للخطر حيث أنها تعتمد بشكل متزايد على الوسائط والتقنيات الجديدة للحفظ والإبقاء عليها. إن الحاجة إلى حماية هذه الكنوز التاريخية ليست مهمة فنية فحسب؛ بل هي أيضًا قضية أخلاقية واجتماعية ذات دلالات عميقة.

أولاً، يواجه التراث الثقافي الرقمي مشاكل تتعلق بالقدرة على الوصول والتوافق. عندما يتم تخزين المعلومات والمعرفة بطريقة رقمية وحديثة، فإنها قد تصبح غير قابلة للقراءة أو الفهم بسبب عدم وجود برمجيات تقنية مناسبة لدعم تشغيل الملفات القديمة أو لأنظمة التشغيل المتقادمة التي تم استخدامها عند حفظ تلك البيانات لأول مرة. يمكن لهذه الثغرات التكنولوجية أن تؤدي إلى فقدان دائم للمحتويات التاريخية الغالية.

كذلك، يخضع التراث الثقافي الرقمي لتهديدات بيئية مثل انقطاع الكهرباء أو تلف الأقراص الصلبة أو الاستخدام الخاطئ لتطبيقات البرمجة مما يؤثر بالسلب عليه وعلى أصالة المحتوى الأصلي له. بالإضافة لذلك، يشكل تغيير السياسات الحكومية أو إعادة هيكلتها خطرًا آخر بالتسبب بحذف كل ما يتعلق بتلك الوثائق والمستندات المهمة عبر الإنترنت والتي ربما لم تعد تُعتبر ذات قيمة بموجب القرار الجديد.

علاوة على ذلك، ينظر البعض أيضًا لإمكانية تعرض الشفرة المصدر للأفلام والأعمال الأدبية وغيرها للتعديل الخارجي نتيجة للاستيلاء عليها واستنساخها بصورة غير قانونية بدون إذن حقوق الملكية الأصلوبة لها مما يعطي الحق لمن قام بذلك بعمل أي تغييرات يرغب بها حتى وإن أدى الأمر لتغيير محتوى العمل الأساسي الذي استُوحي منه.

وفي النهاية، يُذكر أنه رغم حجم الضرر الكبير الناجم عن ضياع تاريخ بشري كاملاً بسبب سوء التعامل مع الطرق الحديثة لحفظ المواد الثقافية والسجلات الرسمية للدولة ومواقع التواصل الاجتماعي الشهيرة - إلا انه بات هناك تحركات عالمية جادة نحو تبني وتفعيل قوانين جديدة تضمن بقاء هذه المنظومات محفوظة بأمان وللأجيال المقبلة أيضاً!