الحمد لله، لا يجوز قبول هذه المساعدة المالية المقدمة من قبل الحكومة الروسية باعتبارها قرضا ربويا، بغض النظر عن كونها موجهة خصيصاً لعائلات لديها العديد من الأطفال ولأغراض محددة مثل تحسين ظروف السكن. يعود هذا التحريم لما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة بشأن منع الربا بكل صوره وأشكاله، والتي تشمل أي اتفاقيات تؤدي إلى زيادات في المقترضات الأصلية.
قال الله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين، فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله..." البقرة/278-279. وفي الحديث القدسي، كما روى مسلم (1598)، "لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا، وموكله، وكاتبه، وشاهديه".
ومن واجب المسلمين الامتناع عن الربا وعدم اقترانه بأفعال أخرى ترتبط به كالكتابة والشهادة وغيرها. صحيح أن هناك حالات تسمى "ضرورة"، ومع ذلك فإن حاجتك للسكن ليست تعدّ ضرورة قائمة بذاتها نظرًا لمنطقية خيار تأجير منزل بدلاً منه. بالإضافة لذلك، يبدو بأن حالتكم الاقتصادية تعتبر معتبرة مقارنة بمجموع الأفراد الآخرين المحتاجين لدعم مماثل مما يعني أنها قابلة للإدارة بما يكفل تحقيق توازن حياة كريمة بدون اللجوء للتعامل مع المعاملات المصرفية المرتبطة بطابع الربا.
أنصح بالإيجاز فيما تحتاجونه حاليًا لحين يفتح الله باب الفرج بإرادته سبحانه وتعالى وييسر لك الأمر بشكل أفضل ويلطف الأحوال نحو الأحسن والمطلوب شرعاً وأخلاقيًا. نسأل الله عز وجل أن يدبر أمركم بخير وان يرزقكم رزقاً واسعاً طيباً مباركاً فيه.