- صاحب المنشور: مشيرة الحنفي
ملخص النقاش:مع تطور عصر المعلومات والتكنولوجيات الرقمية الحديثة، أصبح تأثير هذه الثورة التقنية واضحًا وملحوظًا في جميع مجالات الحياة؛ ومنها قطاع التعليم الذي شهد تحولاً جذرياً خلال العقود القليلة الماضية. فقد أدخلت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تغييرات عميقة وكبيرة على نظام وطرق التدريس التقليدية، مما طرح تساؤلات حول مدى فعالية هذا التحول وتأثيراته المستقبلية.
التفاعل بين المعلم والمتعلم
تتميز البيئة التعليمية التقليدية بنمطيّة واضحة حيث يلعب كلٌّ من المعلم والدور الرئيسي. يتولى الأول مهمة نقل المعلومة بينما يقوم الأخير بالتركيز والاستيعاب والاستذكار. لكن مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي وأدوات التعلم الإلكترونية المتنوعة مثل المنصات التعليمية الافتراضية والمحتويات المرئية الغنية بالأفلام الوثائقية والشروحات المتحركة ثلاثية الأبعاد وغيرها الكثير - بات بإمكان الطالب الحصول مباشرة على كم هائل ومختلف من بيانات معرفيّة ومتنوعة بمعدّل سرعة خيال. كما يمكن للمتعلمين مشاركة آرائهم واقتراحاتهم واستفساراتهم عبر الفضاء الرقمي المفتوح عالمياً وأخذ ردود فعل غنية متاحة لهم لحظيا.
مزايا التكنولوجيا في التعليم
- توفير الوقت والجهد المبذول سابقاً في جمع المواد الدراسية وتحضيرها
- إمكانية الوصول إلى مواد تعليمية عالية الجودة ومستوى احترافية مرتفع جدًا
- فرصة لمزيدٍ من المرونة والإبداع لدى المُعلِّمين والمعنيين بتطوير المناهج
- فتح المجال لتوظيف تقنيات حديثة كواقع الواقع الإفتراضي والذكاء الصناعي لتسهيل عملية learning by doing
التحديات المرتبطة بالتكامل التقني في العملية التعليمية
على الرغم من فوائد استخدام التكنولوجيا داخل الصفوف الدراسية إلا أنها تحمل بعض المخاطر المحتملة أيضاً والتي تستوجب النظر إليها بعناية. تتضمن تلك المحاذير:
1. الاعتماد الزائد
يمكن أن يؤدي اعتماد المدارس بشكل كامل على الحواسيب والأجهزة الذكية بلا حدود منطقية أو اعتبارات أخلاقية قد يقلل الكفاءة الشخصية للفرد ويضعفه اجتماعيا وعاطفياً بسبب افتقاده المهارات الأساسية للتواصل الإنساني المباشر خارج نطاق الانترنت والعالم الفيزيائي.
2. تأثيراتها الاجتماعية والفكرية طويلة المدى
من النقاط المثيرة للجدل أيضا هو أثره السلبي المحتمل على الصحة العقلية للشباب نتيجة لقضاء وقت طويل أمام الشاشات. بالإضافة لذلك فإن الانغماس المفرط بوسائل الترفيه الرقمية قد يعوق قدرتهم على التركيز والحفاظ عليه أثناء فترة دراسة مطولة نسبيا مقارنة بأجيال سابقات عاش معظم نهارهم نشيطا بدنيا وإنتاجيا بدون انقطاعات مستمرة كهذه التي نعيشها الآن.
3. عدم المساواة في الفرص
يجدر بنا هنا ذكر محدودية وصول بعض المجتمعات الفقيرة إلى البنى التحيتية اللازمة لاستخدام الإنترنت وفوائده العلمية. وهذا عامل مؤثر للغاية وهو يستحق الحلول المقترحة لتحسين وضع هؤلاء الأفراد المضطرب بالفعل.
وفي النهاية تبقى مسألة اندماج التكنولوجيا بالمناهج التعليمية موضوع نقاش حيوي وجديد يستحق استقصاء معمق أكثر لفهم اتجاه العالم نحو مجتمع رقمي جديد تمام الاختلاف عن سابقيه.