• صاحب المنشور: هبة المدني
  
  ملخص النقاش:
  في السنوات الأخيرة، شهدت تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي نمواً هائلاً وتأثيراً عميقاً على مختلف القطاعات حول العالم. هذه التقنيات التي تعتمد على نماذج رياضية وقواعد منطقية لت Simulate فهم وفعل الإنسان، أصبحت تُستخدم بكثرة في مجال الرعاية الصحية، المالية، التعليم، والنقل وغيرها الكثير. ولكن عندما نتحدث عن تطبيق هذه التكنولوجيا المتطورة في العالم العربي، يظهر عدد من التحديات والصعوبات الفريدة التي تتطلب اهتماماً خاصاً.

التحدي الأول الذي نواجهه هو جودة البيانات.

الذكاء الاصطناعي يتعلم بناءً على بيانات تدريب غزيرة ومُنظمة جيداً، لكن البيانات العربية تفتقر إلى الكمية والجودة اللازمة لمثل هذا النوع من التدريب. معظم البيانات متاحة باللغات الغربية مثل الإنجليزية أو الفرنسية، مما يؤدي إلى عدم كفاءة الأنظمة عند التعامل مع اللغة العربية. بالإضافة إلى ذلك، وجود اختلاف كبير بين اللهجات العربية يمكن أن يُعقد الأمور أكثر.

التحدي الثاني يكمن في الثقافة والقوانين المحلية.

البنية القانونية والتقاليد الاجتماعية في الدول العربية قد تكون ذات تأثير سلبي على اعتماد تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي. هناك حاجة لأطر قانونية واضحة تضمن حماية الخصوصية والأمان، خاصة فيما يتعلق بتطبيق الروبوتات في الجهات الحكومية الحساسة كالشرطة والمستشفيات. ثقافياً أيضاً, يمكن أن يُنظر للأنظمة الآلية باعتبارها تهديداً للأعمال البشرية التقليدية مما يعيق انتشارها.

على الرغم من تلك العقبات، هناك أمثلة مشجعة لنجاحات ذكرت الأصناعية العربية.

بدأت بعض الشركات الناشئة والجامعات البحثية في المنطقة بنموذجون فعالة لمعالجة اللغويات الطبيعية واستخراج المعلومات من نصوص اللغة العربية. كما تم استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين خدمات الصحة العامة ورصد حالات المرض عبر تحليل كميات كبيرة من بيانات المستشفيات والسجلات الطبية.

مستقبلا، نرى أهمية تعزيز الدراسات الأكاديمية في مجالات علوم الكمبيوتر والرياضيات لدعم تطوير الخبرات المتخصصة في الذكاء الاصطناعي.

أيضاً، زيادة الاستثمار في البنية الأساسية للحوسبة القوية ستكون ضرورية لإعداد ونشر النماذج المعقدة التي تحتاج إليها أنظمة تعلم آلي عالية الدقة. بالإضافة لذلك، فإن العمل المشترك بين القطاع العام والشركات الخاصة سيكون حاسماً لبناء نظام بيئي يدعم الريادة في المجال ويفتح فرص جديدة للاستخدام الصناعي الواسع لهذه التقنية المبتكرة.