- صاحب المنشور: يحيى بن موسى
ملخص النقاش:
في السنوات الأخيرة، شهدت مدينة دبي نمواً هائلاً في عدد السكان نتيجة للهجرة الواسعة. يأتي هؤلاء المهاجرون بحثاً عن فرص عمل أفضل وأسلوب حياة أكثر رخاءً. بينما يوفر هذا الهجرة مزايا اقتصادية وثقافية للبلاد المضيفة، إلا أنها تثير أيضاً مجموعة معقدة من التحديات الاجتماعية التي تواجه المهاجرين - خاصة فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 24 سنة. هذه الفئة العمرية تعتبر حاسمة لأنها الفترة التي يتم فيه بناء الأفراد وتوجيههم نحو المجتمع الجديد.
يواجه المهاجرون الشباب العديد من الحواجز عندما يحاولون الانخراط بفعالية في مجتمع الإمارات العربية المتحدة. أحد أكبر التحديات هو اللغة؛ حيث يُعرف الإنجليزية بأنها لغة الأعمال والتعليم والتواصل الأساسي في المدينة رغم كون العربية هي اللغة الرسمية للدولة. قد يشعر بعض المهاجرين العزل بسبب نقص معرفتهم باللغة العربية أو الإنجليزية، مما يؤثر على قدرتهم على التواصل والاستيعاب الثقافي. بالإضافة لذلك، يمكن أن تكون ثقافة العمل المحلية مختلفة تماما عما اعتاد عليه هؤلاء المهاجرون. نظام الشركات والمؤسسات القائمة على العلاقات الشخصية والمعرفة الضمنية ("الواسطة") والتي تشجع الولاء تجاه الشركة ورأس المال الاجتماعي يمكن أن يصعب فهم تفاصيله وخباياه عليهم.
الحفاظ على الهوية الشخصية والثقافية آخر تحدٍ كبير يتعلق بتحديد هوية المرء أثناء التنقل عبر بيئة متعددة الثقافات مثل دبي. غالبًا ما يسعى شباب المهاجرين لإيجاد توازن بين احتضان القيم الجديدة والحفاظ على جذورهم الأصلية. وقد يعاني البعض منهم من شعور بالعزلة إذا لم يكن هناك مكان آمن للتعبير عن تراثهم ومشاركة ثقافتهم.
العوامل الاقتصادية تلعب دوراً رئيسياً أيضًا. يعمل معظم المهاجرين كعمال بأجور قليلة أو موظفين مؤقتين، وهذا يعني أنه ليس لديهم ضمان وظيفي طويل الأمد ولا الحصول على حقوق اجتماعية كاملة. تؤدي هذه الظروف إلى عدم الاستقرار الاقتصادي الذي يؤثر بشدة على رفاهية واستقرار الأسرة والعلاقات الاجتماعية.
أخيراً وليس آخراً، فإن الوصول إلى الخدمات العامة أمر أساسي ولكنّه غير مضمون دائمًا للمهاجرين. إن فهم كيفية طلب المساعدة والحصول عليها في النظام الصحي العام، التعليم، والإسكان كلها عوامل مهمة للحياة اليومية اليومية. قد ينظر البعض إلى تلك الخدمات بأنها مصممة خصيصًا للأفراد المواطنين وليست شاملة لهم كمقيمين.
للتغلب على هذه التحديات، يتطلب الأمر جهوداً جماعية ومتكاملة من الحكومة الخاصة ومنظمات المجتمع المدني والأفراد ذوي النوايا الطيبة. تقدم بعض المنظمات مشاريع تعليم اللغة والدروس الثقافية لتسهيل عملية التأقلم وإنشاء روابط قوية داخل المجتمع المستضيف. كما يمكن تشجيع اندماج الشباب المهاجرين من خلال تقدير واحترام الت