الرياء وعرض الإنجازات العلمية عبر وسائل التواصل الاجتماعي: حدود وموانع شرعية

بالنظر إلى أهمية مشاركة المعرفة ونشر الأبحاث، يجب التعامل بحذر وتجنب الوقوع في رياء العمل الأصلي وضلالاته. وفقاً للدكتور محمد صالح المنجد -حفظه الله-

بالنظر إلى أهمية مشاركة المعرفة ونشر الأبحاث، يجب التعامل بحذر وتجنب الوقوع في رياء العمل الأصلي وضلالاته. وفقاً للدكتور محمد صالح المنجد -حفظه الله- ينقسم الرياء إلى نوعين رئيسيين:

1. الرياء أثناء العمل: هو القيام بالعمل لأجل الثناء والحمد من الآخرين، عوضاً عن رضا الله عز وجل. ورد في الحديث القدسي: "ومن راءي يوماً لآخرين، راءاه الله يوماً بين يديه..." مما يعني أن الشخص الذي يسعى للحصول على تقدير الناس فقط مقابل عمله سيناله الله بالتشهير يوم القيامة بدلاً من المكافأة.

2. الرياء بعد الانتهاء من العمل: قد يحدث عندما نشعر بالإعجاب الزائد بأنفسنا بسبب أعمالنا، فنغفل فضائل الله ونحنامتنا تجاهها؛ هذه حالة تسمى بالعجب. بالإضافة لذلك، يمكن اعتبار الرغبة المستمرة في تلقي الثناء والتقدير علانيةً، سواء كان ذلك عبر الإنترنت أم خارجه، شكلاً آخر للرياء المحرم.

إذن، هل نشر الإنجازات البحثية على مواقع التواصل أمر محرم؟ ليس الأمر كذلك طالما كانت نيّة الشخص مبسوطة لنقل فوائد تلك البحوث وتعزيز انتشارها للاستفادة العامة للمجتمع الإسلامي. فعندما يتم استخدام هذه الأدوات بشكل Constructive وغاية هدفها تعظيم المصالح والفوائد، تصبح وسيلة مشروعة لحث المسلم على بذل المزيد ممن أجل خدمة الإنسانية جمعاء وتحقيق رضوان الله سبحانه وتعالى.

لكن يجب التحفظ دائماً حتى لاتنحرف النفقة نحو اهداف دنيوية صرف كالاعتلاء فوق الاخرين واظهار التفوق او مجرد تحقيق مكاسب مادية. كما يحذر النبي الكريم من مخاطر الحرص الزائد على المال والشرف والذي يفوق تأثيرات الضرر الناجم عن هجوم الذئاب المجاعة على قطيع الحملان! إن المدح الذاتي يعتبر أيضا أحد أنواع الرياء الخطيرة حيث يغيب العدل والنقد الموضوعي للأفعال الشخصية خاصة حين تتداخل المشاعر الذاتية فيها بغض النظرعن الدرجة التي يقصد بها التصوير الواقعي للقدرات الخاصة للشخص المتحدث عنها . وفي ذات الوقت توفر بعض الحالات الاستثنائية استثناء مؤقت لهذا القاعدة مثال الامتنان أمام الجمهور للتطرق الى محاسنه قبل الدعوة اليه اما للزواج مثالا ام لتحرير المواقع الرسمية وغيرها . وهكذا توضح فتواه ضرورة توجيه النوايا بصورة واضحة اثناء اعتماد الوسائل الحديثة لنشر الانجازات العلمية ضمن الحدود الاخلاقية للسلوك الاسلامي المناسبة لكل مواقف الحياة اليومية المختلفه والتي تساهم بتقديم صورة حضارية متوازنة لشخصيات ابناء المجتمع المسلم الحالي الوضتاه


الفقيه أبو محمد

17997 Blogg inlägg

Kommentarer