عنوان المقال: أزمة الذاكرة العالمية: التهديد الناجم عن فقدان المعلومات التاريخية

مع تزايد الاعتماد على التقنيات الرقمية، أصبحنا نواجه تهديدا جديدا يتعلق بالذاكرة الجماعية للإنسانية. هذا التهديد هو نتيجة لمجموعة متنوعة من العوامل ال

  • صاحب المنشور: أماني بن مبارك

    ملخص النقاش:
    مع تزايد الاعتماد على التقنيات الرقمية، أصبحنا نواجه تهديدا جديدا يتعلق بالذاكرة الجماعية للإنسانية. هذا التهديد هو نتيجة لمجموعة متنوعة من العوامل التي تؤثر على حفظ وتوصيل الحقائق والقصص التاريخية. تتمثل الأزمة الرئيسية في خطر فقدان الوصول إلى البيانات والمعرفة القديمة بسبب مشكلات مثل عدم الاستقرار الرقمي، وفقدان حملة البيانات، وعدم تحديثها باستمرار.

في الماضي، تم تخزين المعلومات والتاريخ عبر الوسائل اليدوية والتقليدية مثل الكتب والمخطوطات والأعمال الفنية. مع ظهور الحوسبة، تحولت هذه العملية نحو نظام رقمي أكثر كفاءة وأكثر سهولة للبحث والاسترجاع. ولكن، جاءت هذه التحول بتكلفة غير متوقعة - وهي هشاشة النظام الجديد مقارنة بالنظام القديم الذي استمر لقرون.

**التهديد الأول: عدم الاستقرار الرقمي**

تعد البنية الأساسية للتكنولوجيا الرقمية، بما في ذلك تقنيات التخزين والبرامج المستخدمة لحفظ البيانات، عرضة لتغييرات سريعة وثابتة. يمكن لنظام التشغيل أو البرنامج أو حتى نوع الهاردوير نفسه أن يصبح عفا عليه الزمن بسرعة كبيرة، مما يؤدي لفقدان القدرة على قراءة واستخدام الملفات التي تم إنشاؤها باستخدام تلك البرمجيات والأجهزة المتقادمة. وهذا يعني أنه إذا كانت هناك ملفات ذات أهمية تاريخية مخزنة بصورة رقمية وقديمة، فإنه قد لا تكون بالإمكان الوصول إليها مستقبلاً بدون أدوات خاصة لإعادة تصحيح البيانات.

على سبيل المثال، اعتمد العديد من مؤسسات حفظ الوثائق الرسمية والدوائر البحثية المحلية والعالمية خلال السنوات القليلة الماضية على الشرائط المغناطيسية لتسجيل ومشاركة كم هائل من المعلومات. لكن الشرائط المغناطيسية لها عمر افتراضي محدود، حيث تبدأ بالتدهور بعد فترة زمنية محددة. وعندما يصل العمر الافتراضي للشريط المغناطيسي للنهاية، فإن البيانات المخزنة عليه تصبح غير قابلة للقراءة. بالإضافة لذلك، تعتبر تكلفة إعادة كتابة وتحديث محتواها باهظة الثمن نسبياً.

**التهديد الثاني: فقدان حملة البيانات**

إن عملية جمع وتحويل وتحميل بيانات تاريخية كبيرة إلى شكل رقمي تتطلب موارد كبيرة، سواء من ناحية الوقت والجهد والإمكانيات المالية. وبمجرد حصول عملية الانتقال الرقمي لهذه المحتويات، تواجه المؤسسات معرضة للأضرار والدمار المفاجئة والتي تضرب مباشرة بحملتها الرقمية بأكمله. فمثلا، يتسبب الفيضان والأحداث الطبيعية الأخرى وغير الطبيعية بإلحاق ضرراً مباشراً بالبنى التحتية للمعلومات ومراكز المعالجة والحفاظ عليها وعلى سلامتها من الضياع.

بالإضافة لهذا السبب، يشمل تهديد فقدان حملة البيانات أيضا سوء التعامل مع تكنولوجيا المعلومات أثناء نقل البيانات وإدارتها. فتكون الخطوة الأولى في إدارة أي قاعدة معلومات هي تحديد موقعها الحالي وكيف ستنقَل إليه لاحقاً حتى يتم ضمان انتقال امن وضامن لاستمرارية العمل. لكن غالبًا ما يقوم المرء بنقل بياناته الرقمية بين أقسام مختلفة داخل نفس المنظمة، وقد يحدث خطأ هنا حين ينقطع الاتصال بين الأقسام المختلفة ويختفي مكان وجود نسخة أصلية منها تماما. يستغل مجرمو الإنترنت هذه الظروف لصالحهم ليسرقوا البيانات الهامة مقابل فدية نقدية.

**التثبيت المستمر شرط حيوي**

لتجنب خسارة تراكم معرفتنا المشتركة عبر الزمان، يلزم اتباع نهج فعال ومتواصل للحفاظ عليها وصيانتها. وذلك يتضمن عدة عوامل رئيسية، تشمل تحديث نسخ الاحتياطي بشكل دوري، وكذلك التأكد من عمل كافة المعدات الخاصة بمراكز تخزين المعلومات بكفاءة عالية وطرق جديدة مبتكرة يمكنها مقاومة مختلف أنواع العوامل الخارجية المؤذية لها. علاوة على ذلك، يعد استخدام وسائل التشفير الحديثة أمر مهم للغاية فيما يتعلق بالحماية المثلى ضد اختراق شبكات الإنترنت التي تستهدف سرقة المعلومات السرية. أخيرا وليس آخرا، تشجع الصناعة الحكومية والشركات العامة الخاصة حول العالم الدارسين والمتخصصين المهتمين بهذا المجال العلمي جديا للاستثمار في دراسة فهم أساسيات علمية الكشف عن أسباب فقدان


علية بن عبد الكريم

11 مدونة المشاركات

التعليقات