- صاحب المنشور: عيسى المهيري
ملخص النقاش:
تواجه المجتمعات المعاصرة اليوم تحديًا كبيرًا يتمثل في كيفية تحقيق توازن دقيق بين حرية الابتكار والتقدم التكنولوجي والإلتزام بالقيم والأخلاق الإسلامية. مع تزايد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي واستخدام الذكاء الاصطناعي وأدوات التعلم الآلي وغيرها الكثير من التقنيات الحديثة، يتعين علينا إعادة تعريف مفاهيم "الخصوصية"،"الأمان"،و"الإحترام".
في ظل هذا العصر الرقمي، باتت المسائل المتعلقة بالحقوق الشخصية والعلاقات الاجتماعية أكثر تعقيدًا واتساعًا. فالبيانات الشخصية التي كانت تُعتبر ملكًا خاصًا يمكن الآن الوصول إليها وتداولها عالمياً عبر الإنترنت مما يفتح الباب أمام انتهاكات أخلاقية محتملة مثل سرقة الهوية وانتشار المعلومات الكاذبة.
التساؤلات الأساسية
- استخدام البيانات الشخصية: كيف يمكن ضمان حماية خصوصيتنا ومصادرتنا ضد سوء استخدام بياناتنا؟ وهل هناك طرق مقبولة دينيا للحفاظ على حقوق الأفراد فيما يتعلق بهذه المسألة الحساسة؟
- الحرفية والمصداقية: تعمل تقنية الذكاء الصناعي بسرعة كبيرة ولكن هل ستظل هذه التقنية تحت رقابة بشريّة لتحقق أكبر قدر ممكن من الدقة والحقيقة؟ وكيف يمكن تأمين مصداقية المحتوى الذي تقدمه مثل تلك الأجهزة كي لاتضر بالمفاهيم والقيم المجتمعية والدينية؟
- المسؤولية المجتمعية: تشجع شركات التكنولوجيا غالبًا على ريادة الفكر الإبداعي لكن ماذا لو تطورت بعض الخدمات لتعكس قيم تخالف الشريعة الإسلاميه ؟ هنا يأتي دور الحكومات والشيوخ الدينيين لتحديد حدود مسؤوليتها تجاه توجيه مسار التقنية نحو تطبيق قواعد أخلاقيّة تحافظ علي هويتنا الثقافية والمعنويّة .
بالرغم من التحدّيات الواضحة، إلا أنه يوجد أيضا فرص ثمينه لاستغلال قدرات تكنولوجيّة جديدة لإرساء السلام العالمي وتعزيز العلاقات المحترمة بين الشعوب المختلفة حول العالم وذلك بإعلام عالمي موثوق وصحيح يعزز فهم أفضل لقضايا المسلمين ويروي قصصهم بطريقة صادقه وعادله.
وفي النهاية نسأل الله تعالى أن يرشد علماء الدين ومنظمات المجتمع المدني لمشاركة فعالة في رسم مستقبل يستغل فيه العلم لأجل خدمة الإنسانية جمعاء ضمن احترام واضح للشرع المطهر.
