• صاحب المنشور: نوال بن زروق
  
  ملخص النقاش:
  تحظى الثقافة الغذائية بمكانة خاصة ومرموقة ضمن التقاليد المحلية والوطنية حول العالم. يعد فن الطهو أحد أهم جوانب هذه الثقافات؛ حيث يعكس تاريخ المجتمع وتراثه ولغته الخاصة. إن الحفاظ على العادات والأطعمة التقليدية ليس مجرد رعاية لتاريخنا المشترك فحسب، بل إنه يشكل جزءًا حاسمًا من تنمية اقتصادنا وثقافتنا. وفي هذا السياق، سنناقش كيف يمكن للطهي التقليدي المساهمة بشكل كبير في تحقيق الاستقرار الاقتصادي وتعزيز الهوية الوطنية.

تتمتع الأطباق الشعبية بتاريخ غني يعبر عنه عبر وصفاتها وأدواتها وأساليب تحضيرها التي تنتقل جيلاً بعد جيل. عندما يتم الاحتفاء بهذه الوجبات وترويجها داخل وخارج البلاد، تعمل كوسيلة للتواصل مع الآخرين وإظهار تقديرهم لهذه التجارب المتنوعة للمذاق والتذوق اللذيذ لأطباق متنوعة عالميا وبالاخص تلك المنتشرة جغرافيا وبشكل خاص في مناطق متعددة وانتشار واسع بين الشعوب العربية والخليج العربي مثل الكبسة والمندي والمجبوس وغيرها الكثير والتي تشتهر بها دول الخليج تحديداً وكذلك الدمشقية والمعروضة بالمزة والكفتة والحمص البلدي والشاورما والفلافل بالاضافة الي الشكشوكة المصرية المعروفة كذلك مطبخ المغرب بحلوياته الشهية وغدائه الغنية بنكهتها الشرقية بالإضافة أيضا لموروثات السودان الاثرية كالاسمورا والنخالة المصنوعتان بطرق تقليدية تعتمد علي الأعشاب الطبيعية والبقوليات المختلفة المستخرجة محليا مما يحافظ عليها وعلى سمعتها العالمية الواسعة ويتيح فرص عمل جديدة للأجيال القادمة للحصول علي دخل ثابت يساعدهم علي بناء مستقبل أفضل لهم ولعائلتهم .

بالإضافة لذلك فإن التأكيد علي استخدام المكونات المحلية أثناء عملية التحضير يساهم بشكل فعال بتنمية القطاع الزراعي المحلي الذي يوفر مصدر رزق مباشر لعشرات الآلاف ممن يعملون بهذا المجال سواء كانوا منتجين أو موزعين أو موردين ، كما يستفيد منه مباشرة السكان المقيمون بالقرب ممن يقومون بزراعة جزء منها للاستخدام الشخصي ومن ثم البيع ببضائع اخرى مصنعه يدويا كتوابل مختلفة ومتنوعة تضيف نكهة مميزة لكل طبق تؤكد هويتة المغذيه للاطفال وكبار السن بالسواء ويضمن سعادة الأسرة واستقرار وضعيتها الاجتماعية المرتبط ارتباط وثيق بقوت يومهما اليومي بصفة عامة ولا يتوقف عند حد مرضاة الجسد فحسب وانما يصل مداه نحو النفس البشرية بكل ماتحمله كلمة نفس انسانية ذات طابع حساس تجاه استحقاقاته واحتياجاته الاساسية الضرورية لحياة كريمة بلا انقطاع مهما بلغ حجم العقوبات وظرف الدهر وعسر الحياة عقب انتشار جائحة كورونا وما رافقها من توتر سياسي واقتصادي غير مسبوق منذ قرون مضت .

وفي الأخير تبقى ثقافتنا الغذائية موردا ثريا وعمقا حضارياً عميقا تستطيع من خلاله مختلف الدول تعزيز روابطها التاريخية وتعريف شبابها بأصولهم وجذور تراث آبائهم وأجدادهم حتى وإن تغير زمن حكمهم السياسي وتحولت خارطة رسمها الواقع السياسوي الحالي عاصمتها دولة مجاورة ولكن يبقي الحب الراسخ لامتنا القديمة والذي ينبع مباشرة من قلب كل مواطن يعشق وطنه وينشد له دوام سلام وهناء وصلاح حال دائم بإذن الله عز وجل .