- صاحب المنشور: عياش الديب
ملخص النقاش:
في عصرنا الحالي، حيث تتسارع عجلة التكنولوجيا والإنجازات العلمية بوتيرة غير مسبوقة، يبرز تساؤل حول العلاقة بين الإسلام والعلوم الحديثة. هل يعد هذا اللقاء فريدا ومفيدا لأمة الإسلام ام انه مصدر للقلق والتناقض مع مباديء الدين الحنيف؟ ينقسم الرأي العام حول هذه القضية؛ فمن جهة يرى البعض ان تطبيق تعاليم الاسلام والمعايير الاخلاقية يمكن ان يعطي دفعة قوية لتطور المجتمعات المسلمة ويضمن تقدمها بطريقة متوازنة واحترامية. بينما يتمسك آخرون باتهام العلوم الغربية بإشعال نار الجهل والكفر ضد العقيدة الإسلامية. دعونا نستكشف زوايا مختلفة لهذا الجانب المعقد لنوضح الصورة أكثر لفهم أفضل للعلاقات المتبادلة بين الإيمان والعلم.
من منظور تاريخى، لعب المسلمون دوراً حاسماً فى النهضة العلمية عبر قرون عديدة. لقد كانوا رواداً كباراً فى مجالات الرياضيات والفلك والطب وغيرها الكثير. وقد عزز التأثير الكبير للإسلام على الفكر اليونانى القديم خلال فترة ترجمة الكلاسيكيات البيزنطيه إلى اللغة العربية وترجمتها لاحقًا إلى اللاتينية تحت الحكم الاسبانى المسيحي مما مهد الطريق أمام الثورة الإسلامية الثانية والتي عرفت باسم "الثورة الصناعية" الأوروبية فيما بعد وساهمت أيضا بتشكيل الأفكار الدينية والمجتمعية للغرب الحديث .
اليوم ، يحث العديد من علماء المسلمين الشباب المتحمسين اليوم نحو دمج التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا النانو ضمن فهمهم لتعاليم دينهم وبما يتناسق مع أخلاقياتهما . إلا أنه وجد أيضاً مقاومة كبيرة داخل بعض المجتماعات الإسلامية تجاه قبول تقبل هذه التطورات الجديدة خشية تأثير سلبي محتمل أو مخالف للشريعة الإسلامية وغالبًا ما يشوب نقاشاته حوار مغلق محاط بمظاهر التحيز والتوجهات السياسية المؤثرة عليه بشكل كبير خاصة تلك التي تحكم الدول ذات الأغلبية المسلمة حالياً.
وعلى الرغم من وجود حالة عدم تأكد واضحة وعدم مقدرة مجتمعات العالم العربي والإسلامي للاستفادة بشكل فعال من ثمار ثورتهم المعرفية الخاصة بها مقارنة بباقي دول العالم الأخرى, الا ان هناك بوادر ايجابية تبشر بنمو جيل جديد قادرٌ على إعادة توازن العلاقات بين الدين والعلم وإعادة بناء جسور التواصل والحوار البناء مع مختلف الثقافات العالمية لحفظ حقائق رسالة الإنسانية كاملة دون تشويه مفاهيمها الأساسية ولا حرمان شعوبها الاستحقاق المتساوي للمشاركة بالمشاركة بالنهضة البشرية المستمرة منذ القدم وستستمر للأبد إن شاء الله سبحانه وتعالى وهو حسبنا ونعم الوكيل.