- صاحب المنشور: منتصر بالله القرشي
ملخص النقاش:يواجه العالم اليوم العديد من التحديات والمخاطر الاقتصادية المتزايدة التي تشكل تهديداً مستمراً للاستقرار والاستدامة الاقتصادية. هذه المخاطر تتضمن تقلبا جويا غير مسبوق يؤثر بشكل مباشر على القطاعات الزراعية والغذائية عالمياً, مما يهدد الأمن الغذائي ويسبب انعدام استقرار الأسعار. بالإضافة إلى ذلك, يتصدر الإغلاق المفاجئ للسلاسل الصناعية والإمدادية بسبب الأزمات الصحية والأحداث الجيوسياسية قائمة المخاطر الحالية.
كما تؤدي الضغوط المالية الناجمة عن الركود العالمي وعدم اليقين السياسي المستمر إلى خفض الاستثمارات وتقليل فرص الأعمال، خاصة بالنسبة للدول النامية ذات القدرة الأولية المحدودة للتعامل مع مثل تلك الظروف المعاكسة.
الأثر على الدول النامية
إن تأثير هذه التحديات والمخاطر ليس متساوياً بين جميع البلدان؛ فالبلدان النامية غالباً ما تكون أكثر عرضة لتأثيراتها وأقل قدرة على مواجهة الآثار الجانبية لها. فمثلاً، تعتبر الاعتماد الشديد لهذه البلدان على صادرات مواردها الطبيعية يمكن تحويلها إلى مصدر ضعف في حالة تراجع الطلب أو ارتفاع تكلفة النقل نتيجة لصدمات خارجية كالحروب مثلاً.
بالإضافة إلى ذلك، فإن عدم وجود شبكات أمان اجتماعي قوية قد يعرض الفقراء والضعفاء لخطر الفقر المدقع وانعدام الامان الحيوي.
إستراتيجيات للتكيف وإعادة البناء
ومن أجل التعامل بكفاءة مع هذه التحديات، تقدم عدة توصيات لإعداد واستعداد أفضل للدول النامية منها:
* تنمية اقتصاد متنوع ومقاوم للصدمات عبر دعم وتعزيز قطاعات إنتاج محلية مختلفة كالزراعة والصناعة الصغيرة ومتناهية الصغر.
* تطوير قاعدة استثمار تمويل داخلي ودولي متعدد الأنواع وذلك لتحفيز النمو وتمكين البلد من الحصول على فرص تمويل طوارئ عند الاحتياج إليها.
* زيادة التركيز على التعليم والتدريب المهني لتأهيل العمال للمهن الحديثة وللمستقبل غير معروف النتائج.
* بناء بنى تحتية رقمية فعالة لدعم التحضر الذكي والحصول الرقمي المتكافئ لمختلف شرائح المجتمع.
* رفع مستوى المرونة السياسية والاقتصادية والإدارية العامة للحكومة لتمكينها من اتخاذ قرارات جريئة وفورية عندما تصبح ضرورية.
هذه ليست إلا بعض الخطوات العملية ولكن هناك العديد من الأفكار الأخرى الواجب النظر بها واتباعها لتتمكن الدولة المنخفضة الدخل من الانطلاق نحو تحقيق مكاسب اقتصادية مستقرة وطويلة الأجل رغم كل العقبات والمعوقات أمام طريقها الحالي المعوج وضبابيته الغائمة!