في سياق تعليم الأطفال الأحاديث النبوية، يبرز سؤال مهم حول مدى ملاءمة تلوين نصوص الأحاديث النبوية كوسيلة تعليمية. وفقًا للفتوى، فإن تعظيم دين الله تعالى وشعائره، بما في ذلك تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم وسنّته، هو أمر واجب على المسلم. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "فمن اعتقد الوحدانية في الألوهية لله سبحانه وتعالى والرسالة لعبده ورسوله، ثم لم يتبع هذا الاعتقاد موجبه ، من الإجلال والإكرام ، والذي هو حالٌّ في القلب يظهر أثره على الجوارح، بل قارنه الاستخفاف والتسفيه والازدراء بالقول أو بالفعل : كان وجود ذلك الاعتقاد كعدمه، وكان ذلك موجبا لفساد ذلك الاعتقاد، ومزيلا لما فيه من المنفعة والصلاح".
وعلى هذا الأساس، فإن شرح الحديث النبوي للأطفال، ثم طباعته، ويطلب منهم حفظه وتلوينه، لا ينافي تعظيم السنة النبوية. فالمراد هو حفظ الأطفال لهذا الحديث، ويتم تيسير ذلك عليهم بنوع من اللهو المباح الذي يحبونه، وهو التلوين والرسم، أو نحو ذلك من الوسائل التعليمية المعينة على تحقيق المقصد النبيل المشروع. وبالتالي، لا يظهر لنا حرج في الصورة المذكورة في السؤال. والله أعلم.
إن تعليم الأطفال الأحاديث النبوية بطريقة تفاعلية وممتعة مثل التلوين يمكن أن يكون وسيلة فعالة لتعزيز حبهم للحديث النبوي وتعليمهم قيم الإسلام بطريقة جذابة. ومع ذلك، يجب أن يكون الهدف الأساسي هو تعزيز الاحترام والتقدير للأحاديث النبوية، وليس مجرد استخدامها كوسيلة ترفيهية.