- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
يُعدُّ تواجد الذكاء الصناعي اليوم أمراً واقعاً لا محالة؛ فقد تغلغل في مختلف جوانب حياتنا تقريباً. لكن هذا الوجود المتزايد يرفع أيضاً القضايا الأخلاقية التي كانت موجودة سابقًا ولكنها أصبحت الآن أكثر أهمية وأشد حدة. تتضمن هذه القضية مجموعة معقدة ومتداخلة من المفاهيم والمبادئ التي تحتاج إلى النظر والتحليل العميق لمعرفة كيفية مواجهتها بشكل فعال وموضوعي. ولذلك فإن فهم العلاقة بين الذكاء الصناعي والأخلاق أمر بالغ الأهمية لكافة أفراد المجتمع والعاملين فيه على حدٍ سواء.
تثير المخاوف حول استخدام التكنولوجيا الحديثة الكثير من الجدال والحوار حول العالم. فمن ناحية تشكل تلك التقنيات فرصة عظيمة للإنسان لتحقيق تقدُم كبير في العديد من المجالات مثل الرعاية الصحية والتعليم والنقل وغير ذلك الكثير مما يؤثر مباشرة ويساعد البشرية جمعاء نحو مستقبل أفضل. ومن جهة أخرى قد ينجم عنها مخاطر كبيرة إذا لم يتم التعامل معها بحذر شديد واتباع نهج محافظ يعطي الأولوية للأمان والثبات المعنوي والمعرفي للمستخدم.
يتناول موضوع "الذكاء الاصطناعي والأخلاق" عدداً كبيراً من الفروع الفرعية المتنوعة والتي تتقاطع فيما بينها بطرق مختلفة. نذكر منها على سبيل المثال بعض الجوانب الأساسية كالخصوصية والأمان، العدالة الاجتماعية والاستبعاد المحتمل لفئات اجتماعية بسبب عدم قدرتهم على التعاطي مع النظام الجديد، المسائلة والقانون وما يتعلق بها من حقوق الملكية الفكرية وملكية البيانات الشخصية وكيفية تنظيمها وضبطها ضمن منظومة قانونية تتماشى مع الحريات الفردية وقدرات الإنسان الطبيعية. كما يمكن توسيع نطاق الحديث ليضم آثار الانتشار الواسع لتلك التقنية عبر الكوكب بما فيها التأثيرات البيئية واقتصاد السوق العالمية وتأثيرهما المشترك على اقتصاد الدول والشركات الصغيرة والكبيرة أيضًا.
إن احترام قواعد أخلاقيات المهنة أمر ضروري عند تطوير وتطبيق نظم ذات ذكاء اصطناعي متقدمة. فهناك حاجة ملحة لإيجاد حلول وسط مناسبة تراعي احتياجات جميع الأطراف المتعاملة بدون تفريط بأدوار البحث العلمي والتطور المستمر سعياً نحو بناء مجتمع رقمى آمن وشامل لكل الأفراد بغض النظر عن خلفياتهم الثقافية أو وضعهم الاقتصادي الحالي. إن تحديث البنى التشريعية الحالية أصبح مطلباً أساسياً لكي تضاهي سرعة تقدم تكنولوجيات الذكاء الاصطناعى وتحافظ على مصالح المواطنين الأعزاء. وفي الوقت نفسه يجب إدراك أن الحلول المطروحة لن تكون ثابتة بل ستتغير باستمرار مع مرور الزمن وذلك حتى تستطيع مجاراة حالة التحولات الدائمة لهذه الثورة الجديدة. وبالتالي فالأسئلة التالية تبقى مفتوحة وعديدة الاتجاهات وهي تحاول رسم طريق واضح المعالم نحوالسعي الدؤوب نحو تحقيق السلام الاجتماعي والإنساني العام.