- صاحب المنشور: أصيلة الزموري
ملخص النقاش:
في السنوات الأخيرة، حققت تقنية الذكاء الاصطناعي تقدماً ملحوظاً، مما أدى إلى تطبيقاتها في مجالات مختلفة منها التعليم. يتيح هذا التطور الفرصة لجعل نظام التعليم أكثر شمولية وتنوعًا، حيث يمكن للأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي المساعدة في حل بعض المشكلات الرئيسية التي تواجه النظام التعليمي التقليدي. أحد أكبر هذه العقبات هو الفجوة الرقمية بين الأطفال المحرومين وغيرهم ممن لديهم إمكانيات أفضل للحصول على تكنولوجيا متطورة. يعمل التعلم المدعوم بالذكاء الاصطناعي كحل لهذا الأمر، بإزالة الحواجز الجغرافية والاقتصادية.
يمكن للتعليم الذي يدعمه الذكاء الاصطناعي تقديم تجارب تعلم مرنة ومخصصة وملائمة لكل طالب حسب احتياجاته. فعلى سبيل المثال، قد يوفر برنامج تعليم آلي شخصيًا لكافة الطلاب تمارين وأنشطة تتناسب مع مستوياتهم وقدراتهم المختلفة - شيء يصعب تحقيقه بطريقة فعالة باستخدام طرق التدريس التقليدية وحدها. كما أنه يسمح أيضًا بتعديلات جذرية فيما يتعلق بكيفية قيام المعلمين بتقديم الدروس الخاصة بهم: فبدلاً من الاعتماد حصريًا على المناهج الجامدة والأسلوب الواحد يناسب الجميع، يستطيع معلمو المستقبل استخدام بيانات دقيقة حول كل فرد لتحسين استراتيجيات تدريبهم بناء عليها وبالتالي ضمان فهم أفضل للمفاهيم الأساسية لدى جميع طلابهم بغض النظر عن خلفياتهم أو القدرات المتأصلة لديهم.
بالإضافة لما سبق ذكره أعلاه حول تطوير عملية التحاق الطلاب بالمؤسسات الأكاديمية الراقية؛ فإن وجود روبوتات دردشة مدرب بحكمة تستند إلي خبراء المجال العلمي سوف يساعد كثيرًا خلال فترات التنقل والتوجيه الوظيفي بعد الانتهاء من مرحلة الدراسة الثانوية مباشرة حتي الانتقال إلي مرحلة البكالوريوس وما يلي ذلك أيضاً. إن توفر قدر واسع من المعلومات المكتشفة حديثا بالإضافة إلي نصائح الخبراء الذين يتمتعون بخبرة طويلة سيضمن اتخاذ قرار مصيري مبني علي أساس معلومات صحيح وليس مجرد صدور انطباعات شخصية قد تؤثر بالسلب علي مسيرة حياة الشخص طوال حياته العملية لاحقا.
فعلاجه مهم للغاية خاصة عندما ننظر إليه ضمن السياق الأشمل لعالمنا الحالي مليئٍ بالتغيرات والتحديات التكنولوجية الحديثة والتي تحتاج دوما مجهود كبير لإحداث تغيرات جوهرية مثل تلك المرتبطة بالنظام العالمي المتعلق ببروز أجيال جديدة تمتلك مهارات معرفية عميقة تفوق حدود القدرات البشرية التقليدية المعتادة سابقآ . ومن ثم فأنه وقت مناسب جدّا لاتباع سياسات واستراتيجات مبتكرة تعتمد اعتماد رئيسي علي الاستخدام الأمثل لتلك التقنيات الجديدة بهدف الحد من تأثير الهوة العميقة الموجودة داخل المجتمعات بين الطبقات الاجتماعية المختلفة وزيادة فرص الحصول عادل وعام لمختلف أشكال الخدمات الحكومية الهامة كتوفير خدمات صحية وتعليم عالية الجودة لأغلبية المواطنين بغض النظرعن أصلهم الاجتماعي والثرواتي الخاص بكل منهم.