- صاحب المنشور: ريم بن عزوز
ملخص النقاش:
تُعدُّ مسألة تحقيق توازنٍ صحيٍّ بين متطلبات الحياة الشخصية والمهنية واحدةٌ من أكثر القضايا شيوعاً وانتشاراً لدى فئات كبيرة من الأشخاص خاصةً في مجتمعنا المعاصر. يشير مصطلح "التوازن بين العمل والحياة" إلى قدرة الفرد على إدارته لأوقات فراغه وممارساته الترفيهية بطريقة تتوافق مع مسؤولياته العملية وأهدافه المهنية. هذا الموضوع حيوي للغاية إذ يؤثر مباشرةً على الصحة النفسية والعاطفية للموظفين مما ينعكس بدوره على إنتاجيتهم وكفاءتهم داخل مكان عملهم.
في ظل الثورة الرقمية والتكنولوجيا المتطورة اليوم، أصبح من الصعب تحديد ساعات محددة للعمل خارج حدود مكتبك التقليدية نظرًا لإمكانية الوصول الدائم والمستمر عبر الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وغيرها من أدوات الاتصال الحديثة. وهذا الواقع الجديد يجعل الحدود الزمنية غير واضحة مما قد يتسبب بانغماس بعض الأفراد بشكل زائد ومفرط في عملهم، تاركين حياتهم الخاصة جانباً تماماً.
تظهر الدراسات المختلفة وجود ارتباط وثيق بين انخفاض مستويات الإنتاجية وانعدام الشعور بالإنجاز الشخصي عندما لا يتمكن المرء من تخصيص وقت كافٍ لأنشطته الشخصية بعيداً عن بيئة العمل الرسمية. إن سوء إدارة الوقت وعدم القدرة على الفصل الجسدي والفكري بين مشاغل الحياة المحترفة والشخصية يمكن أن يؤديان للإرهاق المستدام والإضرار بالأداء العام للأفراد سواء كانوا موظفين أو رواد أعمال أو حتى طلاب يدرسون ضمن الأطر الأكاديمية.
للتعامل مع هذه المشكلة الحقيقية والمعاصرة، يقترح العديد من الخبراء استراتيجيات تساعد الأفراد في بناء نظام حياة أكثر مرونة واستقرار نفسياً ومعنويا. تشمل تلك الاستراتيجيات وضع قواعد ثابتة لساعات عمل منتظمة، تعزيز عادات صحية مثل الرياضة المنتظمة والنوم الكافي، بالإضافة لتحديد أيام راحة أسبوعية حيث يُسمح بحرمان النفس عن أي استخدام لوسائل التواصل الاجتماعي المرتبطة بالعمل. علاوة على ذلك، فإن تبني ثقافة دعم وتشجيع زملاء العمل على أخذ فترات راحة مستمرة أثناء النهار يحسن الوضع العام ويقلل من توترهم وضغط العمل عليهم.
وفي نهاية المطاف، يستحق كل فرد الحق في الحصول على وقت ممتع ومريح يعزز روابطه الاجتماعية ويتيح له الفرصة للتواصل والاستمتاع بصحتِه الجسدية والعقلية. ومن خلال تطبيق تدابير عملية مدروسة لتحقيق تكافؤ مناسب بين المساعي المهنية والشخصية، بإمكانه خلق بيئة عمل سعيدة وإنتاجية تساهم أيضاً بتوفير مستوى أعلى من رضا الذات واحترام الذات.