- صاحب المنشور: هيام الزناتي
ملخص النقاش:
يتزايد الاعتماد العالمي على تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل ملحوظ، مما فتح آفاقا جديدة في مختلف القطاعات مثل الرعاية الصحية، التعليم، الزراعة، والأعمال التجارية. إلا أن هذا النهوض الكبير يواجه تحديات أخلاقية يجب معالجتها بعناية شديدة للحفاظ على الثقة العامة والاستخدام العادل لهذه التقنيات. تثير هذه التحديات نقاشًا واسعًا حول كيفية الجمع بين الابتكار والتكنولوجيا المتقدمة مع ضمان العدالة والشفافية والمصداقية الاجتماعية.
أولاً وقبل كل شيء، فإن قضية خصوصية البيانات تعد واحدة من أكثر القضايا حرجية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي. حيث تقوم العديد من نماذج التعلم الآلي بتجميع بيانات شخصية للمستخدمين بهدف تحسين أدائها وتخصيص الخدمات المقدمة لهم بناءً عليها. ولكن كيف يمكن ضمان عدم إساءة الاستخدام لهذه المعلومات الحساسة؟ فبقدر أهميتها لدقة الخوارزميات واتخاذ القرارات المناسبة، بل ويمكن اعتبارها محرك نجاح الذكاء الصناعي الأكبر، تبقى كامنة مخاطر كبيرة بشأن سرقتها أو استخدامها بطرق غير قانونية إذا لم يتم تدبير إجراءات فعالة لحماية حقوق الأفراد وضمان احترام خصوصيتهم وفق المعايير الدولية المعتمدة بهذا الشأن.
ثانياً يأتي دور التحيز العنصري والمعرفي داخل خوارزميات الذكاء الصناعي كعامل مهم آخر يشكل تهديدا للأخلاقيات المرتبطة باستخدامه. فقد لوحظ مؤخراً وجود انحياز واضح نحو بعض الجنسيات والثقافات عند تطوير وتحليل نتائج مجموعات بيانات لبعض مشاريع البحث الخاصة بالتكنولوجيا الحديثة؛ الأمر الذي قد يؤدي إلى اتخاذ قرارات متحيزة وغير عادلة قد تضر بفئات اجتماعية بأكملها بسبب محدودية تمثيلها ضمن تلك الدراسات الأولية التي تعتمد عليها تصميم البرامج المستقبلية ذات الصلة بها لاحقاُ أثناء مراحل الاختبار والتدريب النهائية قبل طرح منتجاتها تجاريا للاستخدام العملي الفعلي بعد ذلك مباشرة بدون سابق إنذار مسبق لكافة الأطراف المعنية بذلك موضوعيا ومنطقيا أيضا كما ينبغي عمليا بالفعل! ولذلك يتطلب أمر تصحيح أي اختلال محتمل فيما سبق ذكره أعلاه ضرورة مراعاة أكبر قدر ممكن من التنويع الثقافي والجغرافي لدى جمع عينات بيانات متعمقة وشاملة وممثلة حقا لكل طبقات المجتمع المختلفة ومتنوعاتها الغنية أيضًا بنفس الوقت كي تتناسب بشكل أفضل وأكثر واقعية حال تطبيق واقع الحياة اليومية لأعضاء مجتمع واحد متنوع بكل تفاصيله الإنسانية الجميلة داخليه وخارجيه كمان!!!
وفي نهاية المطاف، فإن المسؤولية الأخلاقية للذكاء الاصطناعي لا تقع فقط على عاتق شركات التكنولوجيا نفسها والتي طورت هذه التقنيات ولكن أيضاً تشترك فيه جميع أصحاب المصالح الذين يستخدمونه ويتفاعلون معه بصورة يوميه سواء كانوا أفرادا أو مؤسسات حكوميه وأهل علم ورواده عالمياً وفردياً أيضاً!! لذلك يجب العمل سويا