• صاحب المنشور: نيروز الشرقاوي
  
  ملخص النقاش:
  

  في عصرنا الرقمي الحالي الذي تتسارع فيه التطورات التكنولوجية بمعدلات مذهلة، أصبح تأثير هذه الثورة التقنية محسوسًا بقوة خاصة فيما يتعلق بالعلاقات الاجتماعية داخل المجتمع البشرى. ومن أكثر الأمثلة بروزاً لهذا التأثير المعاصر هو كيفية تفاعل الأجيال المختلفة - سواء كان ذلك ضمن نطاق الأسرة الواحدة أو حتى بين أفراد مختلفين من نفس الجيل ولكنهم نشؤوا في ظروف تكنولوجية مختلفة تماما. فمن ناحية واحدة يمكن اعتبار وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات الذكية أدوات قوية للربط والتقارب بين الأفراد الذين قد يفصل بينهم المسافات الجغرافية الشاسعة؛ حيث تسمح لهم هذه الوسائل بالتواصل الفوري ومشاركة اللحظات اليومية وتبادل الخبرات والمعرفة. إلا أنه وبالمقابل فإن هناك مخاطر محتملة تؤثر بالسلبعلى العلاقات الإنسانية الوثيقة إذا لم يتم استخدامها بحكمة واتزان.

تتمثل إحدى القضايا الرئيسية التي تواجهها علاقات الأجيال الحديثة بسبب الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا فى غياب اللقاءات وجها لوجه وما يصاحب ذلك من نقص حاد فى المهارات الاجتماعية مثل الاتصال غير اللفظي وفهم مشاعر الآخرين وتعزيز روابط الصداقة الحقيقية المبنية علي الاحترام والثقة المتبادلين والتي تعد أساس بناء مجتمع متماسك وصحي اجتماعياً.

بالإضافة لذلك فان الأطفال والمراهقين الذين يقضون ساعات طويلة أمام شاشات الهواتف والأجهزة الإلكترونية الخاصة بهم معرضون بشدة لتأثيرات ضارة منها ضعف التركيز والإصابة بالمشاكل الصحية المرتبطة بنمط الحياة المستقر بالإضافة إلى احتمالية زيادة معدلات الاكتئاب واضطرابات النوم وغيرها الكثير مما يؤثر حتما بشكل سلبي أيضا على تعاملاتهم مع ذويهم وأسرتهم.

ومن أجل حلول مقترحة فعالة للتخفيف من الآثار الضارة لهذه الظاهرة فقد اقترح العديد من المحللين ضرورة وضع حدود زمنيه لاستخدام الأجهزة الإلكترونية وسط بيئة اجتماعية داعمة لتحسين مهارات التواصل الشخصي وتشجيع الانشطة الخارجية النشيطة كالرياضة والقراءة والحرف اليدوية كحلول تساعد جميع افراد الاسرة على الاستمتاع بعلاقات أقوى وانسانية اكثر