كتب الدكتور حسام عدنان :
اليوم صباحا وصلتنا هذه الطفلة الى مشفانا بعفرين ..
خرج والدها بها من خيمته التي تبعد عن مشفانا بضعة كيلومترات ، لانها تعاني من نزلة تنفسية بسيطة .
احضر كل ما يملك في خيمته المهترئة ليدفئها ،
اشعل نفسه ليجعل من جسده موقدا يدخل الدفء لقلبها الصغير .. https://t.co/knYDxOI2za
ضمها بكل ما يملك من قوته ،
احتضنها بقلبه واغدق عليها بدموعه الدافئة يرطب وجهها الندي ،
مشى منذ الخامسة فجرا بين الثلوج والرياح ..
مشى بين ما تبقى له من ركام وطنه ،
تعثر حينا فجعلها فوق رأسه ، باغتته الرياح فحماها بظهره ..
بين الحفر المملوءة جليدا مشى بحذائه المهترئ ..
تجمدت اطرافه ، لكن بقي قلبه يحضنها .
مشى لساعتين .. ثم وصل لمشفانا !
بصعوبة بالغة فصلنا جسده وقلبه عنها ، ثم كشفنا على وجهها الملائكي ..
وجدناها مبتسمة لكن كانت بلا حراك ،،
اصغيناها بسماعاتنا ....
انها ميتة !!!
ومنذ ساعة !!
كان يحمل جثتها على الطريق وهو لا يدري ..
يا قهر العالم كله ،
يا عجزي وانكساري وكل دموع الارض ،
يا بحرا من عجز ..
يا ويلتنا نحن الدافئون خلف مواقدنا وتحت اسقف بيوتنا !!
يا اهل الشام والعراق والرافدين والحرمين والنيل والاناضول ، وكل ارض عليها بشر
كلنا شاركتنا بقتلها !!