- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
لقد كان التعليم دائمًا ركيزة أساسية في بناء المجتمعات وتطورها. وفي هذا السياق، يأتي دور الدين الإسلامي كداعم رئيسي لهذا العملية التعليمية. يعكس القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة قيمة العلم والمعرفة منذ الأيام الأولى للإسلام. يقول الله تعالى في سورة العلق الآيات الثلاث الأولى: "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ". هذه الآيات تؤكد على أهمية القراءة والكتابة باعتبارهم مفتاحين للتعلم والعلم. كما أكدت السنة النبوية أيضًا على فضل طلب العلم حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "طلب العلم فريضة على كل مسلم" (الترمذي).
ويعد نظام الجوائز الذي وضعته الدولة الإسلامية للأئمة والأطباء والفلاسفة وغيرهم من الأشخاص الذين أدوا أدوارًا تعليمية مهمة دليلًا آخر على التزام المسلمين بالمعرفة والتعليم. خلال فترة الزيادة العمرانية، كان يُمنح علماء الدين والمؤرخون وأصحاب المعرفة الأخرى رواتب مجزية لتكريس وقت طويل لتدريس الآخرين ودعم تطور الثقافة العربية الإسلامية. وكان الحجاج بن يوسف الثقفي أحد أكثر هؤلاء الشخصيات تأثيرا، إذ قدم دعمًا سخيًا للمدارس والمعلمين داخل وخارج العاصمة بغداد. وقد قام ببناء مساجد ومراكز تعلم مجهزة تجهيزا جيدا لتشجيع التعلم بين جميع شرائح المجتمع المسلم آنذاك.
بالإضافة إلى ذلك، لعبت الفتوحات الإقليمية دوراً حيوياً أيضا في نشر الأفكار الجديدة والتسهيل لمشاركة المعارف عبر الحدود. فمثلا فتح بلاد فارس وجورجيا وآسيا الصغرى أعطى الفرصة لنقل معرفتهم المتنوعة حول الرياضيات والنباتات والطب إلى العالم العربي مما ساعد بعدها على تحسين وسائل التدريس وتعزيز البحث العلمي الشامل سواء بمسمياته الخاصة أم بتخصصاته المختلفة لاحقا.
وفي القرن الثالث عشر الميلادي شهدنا ظهور جامعة الزيتونة التي تعد واحدة من أبرز المؤسسات الأكاديمية القديمة والتي مازالت قائمة حتى يومنا هذا تقدم خدماتها التربوية والدينية بالموازاة مع بقية الجامعات الحديثة المنتشرة بالعالم العربي والإسلامي عموما والذي يضم الآن عشرات مثيلات تلك الكليات التقليدية ذات البنى الحديثة المنظمة وفق رؤية شاملة تواكب تطورات عصرنا الحالي بجوانب عدة منها حضور الفضاء الرقمي الواسع الانتشار عالميا حاليا.
ومن الجدير ذكره أنه فيما يتعلق بالإدارة التعليمية فقد كانت هناك سياسات واضحة تحدد حقوق الطلاب والمعلمين وكذلك ترتيب المناهج الدراسية بطريقة منهجية ومنطقية مستمدة غالبيتها من النظرة الدينية المحافظة لكن بدون اغفال لما هو جديد أو مبتكر علميا بعيداً عن الخرافات والأكاذيب المبنية على أساس خاطئ يحجب الحقائق أمام العامة ويضلل تفكيرهم ويحول دون قبول أي تغيير مفيد قد يساهم بالحاضر والمستقبل نحو الافضل بإذن الله سبحانه وتعالى فهو خير حافظ لنا ولجميع خلقه اجمعين إن أحسنوا وإلا فالقصاص آت بلا شك ولا ريب .