للفقيه المجتهد في مدرسة أهل البيت الحق بمناقشة آراء المجتهدين بكل حرية، وحتى أقطاب الطائفة أيضًا فيضعّف رأيا ويقوي آخر أو يأتي برأي جديد.
وحتى غير المجتهدين يحق لهم المناقشة وابداء الرأي غاية الأمر أن رأيهم ليس حجّة كما أنه غير مبرئ للذمة.
وحتى عوامّ الناس يمكنهم السؤال والمناقشة، لكن تشخيص الموقف الديني من أي قضية حصرً على المجتهدين وهو عين الصواب. فهل يتقبل الناس من غير العلماء في طب الأبدان بل المتخصصين منهم في الأمراض المُعدية رأيا أو تشخيصا في مستقبل وباء كورونا مثلاً؟؟
وبذلك تكون الحرية الفكرية متاحة بمساحة. شاسعة لكنها بضوابط، يذكر أن رجلا عرض دعاء من اختراعه على الامام الصادق عليه السلام، فلم يره وقال له دعك من هذا أنا أعلمك الدعاء، فلكل مساحة أهلها.
في المجتمع الموالي لا يمكن أن يطرح خطيبً فكرة فتمر دون حساب أو نقاش، وخطباء المنبر الحسيني مثلا يدركون هذا الواقع وأنهم محاسبون على كل نقطة يطرحونها فهذه المدرسة تكفل الحرية في التفكير والحوار بضوابطه، وكلٌّ يعرف سقفه.
أما أن يفتح الباب على مصراعيه لكل غث وسمين للتنظير الديني فهذا ينسف الدين نسفا، فعندما لا نسمح لمهرج تطبيب المرضى، فإن التهريج في الدين أخطر وأدهى