زيارة البابا إلى قطر: دلالاتها وأثرها على العلاقات الدولية والقضايا الإنسانية

في خطوة غير مسبوقة، استقبلت دولة قطر زعيم الكنيسة الكاثوليكية، البابا فرنسيس، في زيارة تاريخية تحمل بين طياتها العديد من الدلالات والأبعاد السياسية وا

  • صاحب المنشور: إبتهال العروسي

    ملخص النقاش:
    في خطوة غير مسبوقة، استقبلت دولة قطر زعيم الكنيسة الكاثوليكية، البابا فرنسيس، في زيارة تاريخية تحمل بين طياتها العديد من الدلالات والأبعاد السياسية والدينية والإنسانية. هذه الزيارة التي تعد الأولى لزعيم روحي كاثوليكي لمملكة البحرين وقطر منذ تأسيسهما، جاءت بعد ثماني سنوات على آخر زيارة بابوية لدولة خليجية كانت آنذاك لسلطنة عمان عام 2019. وقد اختارت القيادة القطرية هذا التوقيت لتأكيد دورها البارز كمحور للتعايش السلمي والتفاهم المشترك بين مختلف الثقافات والأديان العالمية.

تشكلت جذور التعاون الوثيق بين الفاتيكان وقطر عبر عقد اتفاقية تاريخية عام 2021 تضمنت اعترف الدولة بمكانة بعثة رسولية تابعة للفاتيكان في دوحة بالإضافة إلى ترتيبات تأمين مكان العبادة للمجتمع الكاثوليكي المحلي والعامل والمقيم الأجنبي أيضًا.

من منظور قومي خليجي واستراتيجي عالمي، حملت هذه الزيارة رسائل متعددة الأوجه:

الرسالة الأولى - تعزيز صورة الدولة الخليجية المعتدلة وليبرالية.:

أظهرت قطر مجددًا قدرتها على احتضان وجهات نظر متنوعة وتقبل الاختلاف ضمن إطار الاحترام المتبادل والتسامح الحقيقي الذي يميز المجتمع القطري الأصيل المبني على التعايش السلمي الذي عرفته المنطقة منذ القدم ومنذ بدء وجود العرب فيه وفي الجزيرة العربية ذاتها قبل الإسلام وكذلك أثناء انتشار الإسلام نفسه.

كما تُعتبر الزيارات الرسمية للدول الغربية مثل فرنسا وكندا ومؤخرا أمريكا سبب رئيسيًا بتلك الصورة الجيدة والتي تستحق الثناء والتقييم الإيجابي العالمي لها وللمواطن العربي عامة والخليجي خاصة.

الرسالة الثانية – تعميق الشراكات الاقتصادية والثقافية والدبلوماسية المستدامة :

تسعى سياسة حكومة قطر نحو بناء شراكات دولية طويلة المدى مبنية على المنفعة المتبادلة وتعزز جهودها في مجال حقوق الإنسان والاستثمار في تطوير التعليم والصحة وغيرهم مما يعكس مدى تقدم البلاد وعزمها نحو مستقبل أفضل للعرب جميعًا حسب رؤية صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر ورئيس مجلس الوزراء السابق عبد الله بن ناصر آل خليفة فيما يتعلق برؤية “قطر الوطنية 2030” وما تشملها لحاضر ومستقبل بلادنا العزيزة.

بالإضافة لذلك فقد وقع الجانبان مذكرة تفاهم تتضمن عدة نقاط منها دعم تبادل الطلاب والمعلمين بين البلدين وإنشاء مركز ثقافي جديد يعكس عمق الروابط التاريخية بين الفريقين ويخدم كافة أبناء المجتمع سواء كانوا قطرين أو دوليين المقيمة هناك حالياً أيضًا.

وفيما يتصل بالمساعدات الانسانية فقد اطلق صندوق قطر للتنمية مشروعا لإنقاذ حياة الأطفال المصابين بأمراض القلب الخطيرة وذلك بالتعاون مع منظمة اليونسيف التابعة للأمم المتحدة وهذا يدعم رؤيتها بأن العالم يستحق العيش بوحدة واحدة وقلب واحد وشراكة فعلية لتحقيق رفاه البشرية جمعاء بلا استثناء.

وفي نهاية الأمر فإن تلك الرحلات الخارجية الجديرة بالتقدير ستساهم حتما بإبراز الوجه الأمثل لدولتنا أمام أصقاع الأرض المختلفة وستكون له صداها الكبير والنفع الوافر لكل مواطن قطري بكافة فئاته العمرية وصلاحياته الاجتماعية


ثامر المنور

8 Blog indlæg

Kommentarer