في الحديث القدسي الذي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، يوضح لنا فضل التسبيح والدعاء وكيف يمكن أن يكون لها تأثير عميق وثمين في الآخرة. يقول النبي الكريم: "ألَا أدلك على غراس خير من هذا؟ قل: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر". فعلى الرغم من اختلاف أنواع النباتات التي قد يرغب المرء بزراعتها هنا على الأرض، فإن الغراس الفعلي يكمن في الكلمات المقدسة نفسها.
وعندما يتساءل أحد المسلمين عن طبيعة تلك الأشجار المنتظر زراعتها بناءً على التسبيحات المتعددة التي ينوي القيام بها، يجدر بنا التذكير بأن التفاصيل الدقيقة حول أعداد وأشكال وأماكن تلك الأشجار ليست واضحة في النصوص الإسلامية بشكل قطعي. ومع ذلك، هناك دليل يشير إلى وجود نخيل محدد ضمن السبق الروحي لهذا العمل. فقد ذكر الإمام أحمد وابن حبّان وغيرهما بطرق متصلة بثبوت الحديث عن أبي هريرة -رضي الله عنه- حيث يفيد قول رسولنا الكريم:"من قال سبحان الله العظيم وبحمده, غرس له نخلة في الجنة". وهذا يعطي مؤشرات مبكرة لقيمة ومكانة النخل داخل بجرد الجنات العليا.
والجمهور المسلم يستطيع قبول هذا التصريح كما ورد بلا مشاكل نظرية فيما يبدو. ولكن عندما تأمل الشعائر القرآنية والإسلامية الأخرى تتضح الصورة بصورة أفضل بالنسبة للمؤمن الراغب بخوض تجربة الحياة البرزخية. فالقرآن الكريم ذكر في عدة مقاطعه جمال ومزايا عالم الآخرة بما فيها أشكال مختلفة ومتنوعة للغاية من الثمار والفواكه والنباتات المختلفة حسب الرغبات البشرية الطبيعية والتي تشتهي النفوس وتفرح بها الأعين مثل الوصف التالي:"لهم فيها مايشتهونه ويتمتعون به" (الحاقة / ٢١ ) بالإضافة لعبارة أخرى تؤكد ذات المعنى :"يحف عليهم أولاد كثير ومن كل الثمرات وشراب مديد"(الإنسان/٢٠). كما أكدت بعض الروايات التاريخية أيضا حرص سكان المدن والمرافق الاخروية ذكوراً وإناثاً على استخدام قوة الاختيارات المفضلة لديهم أثناء عملية اختيار وصنع مكان إقامتهم الدائم مما يؤدي للحصول لأفضل وسائل ولوازم الراحة والسعادة القصوى بكل سرور وانتظام كامل طيلة العمر الأبدي وذلك استناداً لتعبير آخر موجود بنفس المصدر المباركي وهو قوله جل وعلى:"وانظر الى ربك كيف يفرغ القمر"[الفجر/٩].
وبالتالي فإن فهم وفوائد دعوات الاعتقاد والتقديس المستمرة باتجاه الذات الواحد والأحد مرتبط ارتباطا مباشرا بكسب حصة أساسية من المكافآت الخاصة بتلك الصفقة الرهيبة في نهاية المطاف! وفي الوقت نفسه لن يخيب رجاء صاحب الأعمال الصالحة لأنه قادر دائمًا بالحفاظعلى قدرة الاستجابة للإحتياجات المصاحبة لرغبات السكان الحاليين المقيمين بالنعيم الأصلي –وهذه الخاصية الأخيرة تمثل إحدى علاماتها الظاهرة بمفهوم الصفات الربانية كالرحمة والكرم والعطاء بدون حدود والذي يعد مثال حي رائع لما نعرفه نحن البشر حالياً تحت بند تسمية القدرة الإلهية للأزل. لذلك تنطبق حالة فريدة ونادرة حين تتضمن قضيتنا موضوع البحث الحالي وهي عبارة عن تركيز ليس فقط علي تقديم وجهة النظر الاسلامية تجاه طلب الحصاد الأخروي المرتبط بالدعاء والتسبيح إلا أنها تقدم أيضًا نموذجا للسلوك الأنجع للعاملین المدافعین عن الحق ممن يريدون تحقيق هدف أعلى قبل ان يحقق أي شيء آخر خلال مسارات حياتهم الدنوية قصيرة الامداد نسبیا علی العموم نظرا لان اغلبية اعمالهم ستؤول إلي مستودعات نار جهنم وليست مجالس رضوان وجنات عرضها كعرض السماء والأرض تقديرا واحتراما لتعليم سيد الانام سيدنا محمد صلى الله وعليه وسلم خاصة وان جميع تصرفاته واقواله تعتبر حقائق ثابتة ودائمه قابله للتطبيق والاستفاده منه لمن اهتم بذلك طريق الوصول الي مطلع الشمس !