1
كيف تَشكَّل ( قانون الضمان الاجتماعي )
روى المؤرخون أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه المعروف بشدته و قوة بأسه كان يعد موائد الطعام للناس فى المدينة ذات يوم فرأى رجلا يأكل بشماله فجاءه من خلفه ، وقال :
_ يا عبدالله كل بيمينك ..
_ فأجابه الرجل : يا عبدالله إنها مشغولة .
2
فكرر عمر القول مرتين فأجابه الرجل بنفس الاجابة .. !!
فقال له عمر : وما شغلها ؟
فأجابه الرجل : أصيبت يوم مؤتة فعجزت عن الحركة .. !!
_ فجلس إليه عمر وبكى وهو يسأله : من يوضئك ؟
ومن يغسل لك ثيابك ؟
ومن يغسل لك رأسك ؟
ومن .. , ومن .. , ومن .. ؟
ومع كل سؤال ينهمر دمعه ..
3
ثم أمر له بخادم وراحلة وطعام وهو يرجوه العفو عنه لأنه آلمه بملاحظته على أمر لم يكن يعرف أنه لا حيلة له فيها .. !!
هكذا صدر قانون مصابي الحروب.
شاهد رجلا مسناً ينقل الحجارة فساله لما تقوم بهذا العمل الشاق، اجاب انا رجل يهودي وعلي دفع الجزية، فقال له دفعت لنا الجزية بشبابك،
4
والان واجب علينا ان نتكفل بك
وصرف له راتب شهري يكفيه
_ ويعود الفاروق إلى داره ويكتب ليعتمده الجهاز التنفيذي للدولة لينظم به المجتمع ..
هكذا تَشكَّل ( قانون الضمان الاجتماعي ) ..
والفاروق ذاته رضي الله عنه يواصل التجوال المسائي متفقداً و متحسس وإذ بطفل يصدر أنيناً حزيناً
5
فيقترب من الدار ويسأل عما به ؟
فترد أم الطفلة :
( إني أفطمه يا أمير المؤمنين )
حدث طبيعي أُم تفطم طفلها ولذا يصرخ ولكن أمير المؤمنين لا يمضى إلى حال سبيله ؛ بل يكتشف أن الأم فطمت طفلها قبل موعد الفطام لحاجتها لمائة درهم كان يصرفها بيت مال المسلمين لكل طفل بعد الفطام .