- صاحب المنشور: شيماء بناني
ملخص النقاش:
التراث الثقافي هو مرآة تعكس تاريخ وأصول الشعوب وتعبّر عنها بصورة عميقة. إنه يضم مجموعة متنوعة من العناصر مثل الفنون والحرف اليدوية والموسيقى واللغة والتقاليد الشفهية والبناء المعماري وغير ذلك الكثير. لكن مع تقدم التقنية وعولمة العالم، تواجه هذه الثروة غير المادية تهديدًا متزايداً.
في القرن الواحد والعشرين، أصبح حفظ التراث الثقافي أكثر أهمية من أي وقت مضى بسبب العديد من التهديدات التي تواجهها. أحد أكبر المخاطر هو الضغط المتزايد الذي تمارسه المشاريع الاقتصادية الكبرى والاستثمارات الأجنبية الصناعية والتي غالبًا ما تتعارض مع المواقع التاريخية أو القطع الفنية الفريدة. فمثلاً، يمكن إنشاء طرق جديدة أو مشاريع تطوير سكني حيث كانت قائمة آثار قديمة ذات قيمة كبيرة. وهذا يعرض تراث بلدان بأكملها للخطر وقد يؤدي إلى فقدان جزء هام ومهم من هويتهم الوطنية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن تغير المناخ يلحق ضرراً كبيراً بالعديد من مواقع التراث العالمي. الفيضانات والجفاف والأحداث الجوية المتطرفة كلها عوامل تساهم في تدمير المعالم العمرانية القديمة والتلف اللوجستي للأعمال الفنية الهشة والدقيقة.
كما تلعب تقنيات التكنولوجيا الحديثة دورًا محوريًا في تأمين هذا النوع من ممتلكات البشرية ولكن أيضًا تعرضه لمخاطر جديدة. بينما توفر البيانات الرقمية وسائل فعالة لحفظ واستعادة المواد الوراثية والثقافية والوصول إليها، إلا أنه ينبغي التعامل بحذر شديد بشأن كيفية استخدام هذه الأدوات الجديدة لتفادي الوقوع ضحية لنوع جديد تماما من الاختلاس الثقافي والسياحة الاستغلالية عبر الإنترنت.
لذا، يتطلب الأمر جهود دولية مشتركة ووطنية لوضع استراتيجيات حماية حقيقية للتراث الثقافي تتضمن إجراء دراسات شاملة للمواقع والأشياء الخاضعة للحماية؛ تعزيز التنسيق الدولي بين البلدان المختلفة حول أفضل الممارسات؛ بالإضافة إلى زيادة الدعم الحكومي والمسؤول الاجتماعي للشركات الخاصة الذين يتم تشجيعهم عادة للاستثمار في المناطق المحمية ثقافياً بطرق مستدامة بيئياً واجتماعياً واقتصادياً أيضاً. وبالتالي فإن حماية موروثنا الثقافي ليست قضية مجردة ولا مسألة خاصة بتاريخ الماضي وحسب بل إنها ترتبط ارتباط وثيق بمستقبل مجتمعات اليوم وغدا كذلك.