١-تأمل معي يا صديقي تلك الفكرة التي أدخلها الشيطان على عباد الله، فكرة أنه يجب أن يكون هناك وسيط بينك وبين الله،وأنك لن تستطيع الوصول إليه إلا من خلال وسيط،يعرف ما لا تعرفه، ويفهم ما لايمكن أن تفهمه وحدك.
٢-كانت البداية يوم أن وسوس الشيطان لآدم أن يأكل من الشجرة المُحرمة،ولعلك ستفهم معي من سياق الآيات القرآنية أن الله لم يغضب على آدم "بسبب" أكله من الشجرة،ولا بسبب معصية الله،فالله كتب على نفسه الرحمة والمغفرة،وهو يتوب علينا إذا عصينا فنتوب
٣-ولو كانت معصية "أمر الله" بعدم الأكل من الشجرة المحرمة هي السبب في غضب الله وإهباط آدم وزوجه من الجنة، لأصبح الطرد من الحياة الدنيا هو عقوبة العصاة،ولكن الله تاب على آدم وزوجه ثم أهبطهما من الجنة، فالتوبة إذن سابقة على الإهباط
٤-ولَك أن تلاحظ أنه كانت هناك صلة مباشرة في جنة الخلق بين آدم وزوجه من ناحية،وبين الله رب العالمين، بلا وسيط،ولا مَلَك ينقل كلام الله لهما، فالوساطة لم تكن موجودة أصلا،ولذلك فإنك في تدبرك معي قد ترى أن الله قد غضب عليه لأنه أذعن لإبليس فى (هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى)
٥-فظهر إبليس هنا بمظهر الوسيط الذي سيحقق لآدم المُلك والخلود في حين ان آدم كان يمكنه أن يطلب ذلك من الله مباشرة،فالوساطة والاتباع هنا هي التي توجب غضب الله على العبد