١- أعاصير الدعايات الطبية ...
منذ أن خلق الله آدم الى يومنا هذا و البشر يبحثون عن الصحة والعافية مدفوعين بغريزة حب البقاء والقوة، كما انهم غالباً يسعون الى ما يجمل أشكالهم ويحفظ شبابهم، ومن هنا كان من الطبيعي جداً ان يتلقفهم مقدمي الخدمة وشركات الصحة.
٢- وفي هذا الإطار ظهرت صرعات تروج لعلاج معين او عقار او تدخل جراحي او غير جراحي، فالكل يبحث عن حل لمشكلته من خلطات العطارين الى زمزمات وهمهمات الدجالين الى مشارط الحجامين والجراحين وشرابات ومياه وأغذية وأحجبة... ثم جاء القرن الاخير
٣- في القرن الأخير تطورت المدرسة الحديثة للطب مدفوعة بالانتعاش الذي حدث بعد الحروب العالمية فانتقلت من شرق أوروبا الى غربها ثم عبرت المحيط الى امريكا الشمالية، فأنهارت كثير من الطرق التقليدية في الجراحة لتفسح المجال لأدوية وعلاجات أقل خطراً وتداخلاً ... وأحيانا اكثر كلفة
٤- ظهرت العقاقير البديلة والتقنيات الأقل تداخلاً بل عديمة التداخل في مجالات التشخيص والعلاج، وساهم في شيوعها وانتشارها آلة استثمارية ضخمة لشركات الصحة فمن المعروف بان تجارة الصحة تأتي في المرتبة الثالثة بعد تجارتي الأسلحة والمخدرات
٥- هذا التسلسل التاريخي للتقدم الطبي محمود ومفهوم إلا أن ضبطه بمعايير القيم والأخلاق الطبية والمنافع وتضارب المصالح المتعارف عليها في مهنة الطب في غاية الصعوبة، فكيكة الصحة تعتبر المرضى أرقاماً بينما يعتبرهم الطبيب الأمين أناساً يختلفون عن بعضهم