في المجتمع المصري، يلاحظ بعض الأفراد استخدام "سلام ورحمة الله" كرد للحياية الإسلامية التقليدية "وعليكم السلام". هل هذا البديل صحيح ومقبول شرعاً؟
الحقيقة هي أن الشريعة الإسلامية تشجع دوماً على الرد بالحياية الأصلية أو بتحياية أعلى رتبة. النبي محمد صلى الله عليه وسلم نفسه يُعتبر قدوة لنا في هذا السياق حيث كان يُرد التحايا بإضافة جماليات إليها إن امكن. القرآن الكريم يوجه المسلمين بقوله: "وإذا حييتم بتحية فحيّوا بأحسن منها أو ردّوها" (النساء: 86).
من الناحية العملية، بينما قد يكون رد التحية بـ "سلام ورحمة الله" مختلف قليلاً عن الطريقة الكلاسيكية، إلا أنه يبقى رداً صالحاً. الأئمة مثل ابن العربي وابن كثير أكدوا أنه يمكن القبول بهذا النوع من الردود بشرط عدم وجود قصد لإظهار الاحترام أقل مما يجب.
ومع ذلك، فإن تعليم السنة النبوية يشجع بشدة على الرد بطريقة متوازنة ومتوافقة تماماً مع التي تم بها البداية. وهذا يعني إضافة عبارات مثل "وعليكم"، والتي تعتبر جزء مهم من التحياية الكاملة. حتى وإن كانت هناك اختلافات محلية في كيفية الرد، كما هو الحال في بعض المناطق المصرية، لا يزال يُشدد على أهمية الالتزام بالأصول الدينية قدر المستطاع.
على الرغم من ذلك، ينبغي التأكيد بأن عدم اتباع الطريق الأكثر توافقاً مع الشريعة ليس خطيئة كبيرة. مجرد ترك الفضل لا يعادل فقدان الثواب الشرعي. النصيحة هنا هي فقط لتوجيه نحو المزيد من الامتثال للسنة المطهرة لتحقيق أكبر قدر ممكن من البركة والأجر. ومعرفة هذه الأمور تساعد المسلمين على القيام بما هو أفضل وأكثر انسجاماً مع تعاليم دينهم.