- صاحب المنشور: رشيد البوعزاوي
ملخص النقاش:
تتخذ العقيدة الإسلامية موقفًا متميزًا بشأن علاقة الإنسان بالطبيعة والبيئة. يعكس هذا الموقف عمق الاعتقاد بأن الله هو خالق الكون وأنه قد خلق كل شيء وفقاً لهدف سامٍ ومقصود. تُظهر الآيات القرآنية والأحاديث النبوية اهتمامًا مكثفًا بحماية واستخدام الموارد الطبيعية بطريقة مسؤولة وبناءة. إن فهم هذه العلاقة المتينة بين الإسلام والبيئة يتطلب استكشاف الدور الحيوي الذي يلعبه الدين في توجيه العلاقات الأخلاقية والإنسانية مع البيئة.
يُشير المصطلح "الاستخلاف" إلى دور الإنسان المهم كوصي على الأرض - وهو ما يعني الحفاظ عليها وتحسينها للأجيال القادمة كما ذكر الله تعالى في قوله: "
إن مبادئ الإسلام الصحيحة تشمل عدم إيذاء الآخرين أو تخريب موارد الطبيعة أو تدميرها بلا سبب وجيه؛ بل تشجيع المحافظة والحفظ لما فيه صلاح الدنيا وخيريّة الحياة عموما كما جاء في الحديث الشريف حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما نبت من شجر أو عشب فهو ملك للمسلمين». تعزز مثل هذه التعاليم المسؤولية الأخلاقية تجاه البيئة وتعكس أهميتها الأساسية ضمن منظومة قيم وشريعة الإسلام الواضحة والمعتبرة. بالإضافة لذلك، فإن دعوة المسلمين لتجنُّب الهدر والاستغلال غير الرشيد لموارد البيئة تؤكد مجدداً على ضرورة توافر ثقافة الترشيد والسعي المستمر نحو تحقيق التنمية المستدامة بعيدا عن الاعتماد السلبي المطلق على الثروات الطبيعية وحدها دون اعتبار لأثر ذلك مستقبلا وعلى الأنظمة المتكاملة المعروفة بالعلاقات الاقتصادية والبيئية والاجتماعية والثقافية أيضا والتي تستحق جميعا قدر المشروع الدراسي المناسب لها للتأثير بصورة ايجابية داخل مجتمع مسلم ملتزم بتعاليمه السامية وعنايته بخليفته وهو انسان الارض .