- صاحب المنشور: دليلة بن لمو
ملخص النقاش:
تغير مشهد التعليم العالمي بشكل جذري مع انتشار وباء كوفيد-19، حيث اضطر ملايين الطلاب والمعلمين حول العالم إلى الانتقال فجأة إلى التعلم عبر الإنترنت. هذا التحول المفاجئ لم يكن خاليا من التحديات، والتي تحتاج إلى دراسة معمقة لفهم كيف يمكننا تحسين تجربة التعلم وتلبية الاحتياجات المتنوعة للطلاب.
فيما يتعلق بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT)، يعد الوصول إليها أحد أكبر العقبات أمام تعميم التعلم الافتراضي. وفقا لمنظمة اليونسكو، يعاني أكثر من ثلث سكان العالم من عدم القدرة على الوصول إلى الإنترنت، وهو رقم يرتفع إلى النصف تقريبا بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 سنة. بالنسبة لهذه الفئة السكانية المهمشة، فإن حواجز مثل تكلفة الأجهزة والتكاليف المرتبطة بالوصول إلى الشبكة تشكل عوائق كبيرة أمام فرصة الحصول على تعليم نوعي. بالإضافة إلى ذلك، قد تختلف جودة الاتصال باختلاف المناطق الجغرافية، مما يؤثر على تجربة التعلم ويقلل من فعاليته.
إلى جانب مشكلة الوصول إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ينشأ تحد آخر متعلقا بطبيعة المناهج الدراسية نفسها. يتم تصميم العديد من البرامج الأكاديمية لتسليمها وجهًا لوجه ولطرق التدريس التقليدية التي تعتمد بشكل كبير على الحضور الشخصي والمناقشة داخل القاعات الدراسية. عند انتقال هذه الدورات إلى بيئة افتراضية، تواجه المؤسسات التعليمية ضرورة إعادة هيكلتها وإضافة عناصر جديدة للتفاعل وجلسات تبادل المعرفة داخل المجتمع التعليمي الرقمي الجديد. وهذا يشمل تطوير استراتيجيات فريدة لاستيعاب احتياجات الطلاب المختلفة وتعزيز مشاركتهم وتحفيزهم أثناء التعلم الإلكتروني.
لا يمكن تجاهل دور معلمي المستقبل أيضًا. إن التحول نحو التعلم عبر الإنترنت يجبر المعلمين على تعديل أدوارهم وخلق طرق مختلفة لتقديم المواد وضمان الإنصاف في التعليم. هناك حاجة لبناء مهارات جديدة لدى المعلمين في مجال استخدام الأدوات الرقمية واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي وأنظمة إدارة التعلم المختلفة. ولكن يبقى هنا أيضا أهمية الحفاظ على العلاقة الشخصية والدعم المنشود الذي توفره الأساليب التعليمية التقليدية. لذلك، يجب التركيز على كيفية دمج أفضل من كلا الجانبين - الواقع الفيزيائي والعوالم الافتراضية – من أجل خلق نظام تعليمي متكامَل ومتساوي الفرص لكل الأطفال بغض النظرعن مكان وجودهم.
وأخيرا وليس آخرا، تأتي مسألة الضغط النفسي والإرهاق الناجم عن الالتزام المطالب به للمراهقين والشباب أثناء فترة الإغلاق بسبب الجائحة. فقد أثبت البحث مؤخرا أنه حتى قبل ظهور الوباء كان حوالي واحد من كل خمسة طلاب يعانون بالفعل من مستويات مرتفعة من الضيق والصعوبات النفسية الأخرى. وقد زاد الوضع الحالي من تلك المعاناة، خاصة وأن الكثير منهم يكافح الآن لإدارة ضغوط الحياة اليومية والحصول على فرص الراحة والاسترخاء أثناء قضاء الوقت لساعات طويلة أمام شاشة الكمبيوتر أو الهاتف المحمول. ومن ثم، أصبح دعم الصحة العقلية أمر حيوي للحفاظ على سلامتهم وصحتَهم العاطفية والفكرية