- صاحب المنشور: عزيز الدين التواتي
ملخص النقاش:
تعتبر تقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة ثورة حقيقية في عالم التكنولوجيا؛ حيث تقدم حلولاً مبتكرة لمختلف الصناعات وتساهم بشكل كبير في تحسين كفاءتها وفعالية أعمالها. ولكن هذا التقدم يتطلب أيضاً مواجهة بعض التحديات المعقدة التي تتعلق بالأخلاق والقوانين الدولية. أحد أهم هذه التحديات هو تحقيق توازِن دقيق بين دفع عجلة الابتكار والتقدم التقني الحتمي وبين وضمان عدم استخدام تلك التقنيات بطريقة قد تضر بالمجتمع والأفراد.
فيما يلي بعض جوانب القلق الرئيسية المتعلقة بتحديات أخلاق الذكاء الاصطناعي:
- الشفافية: غالباً ما تعمل خوارزميات التعلم الآلي خلف ستار من السرية، مما يجعل فهم قراراتها أو توصياتها أمراً معقداً ومحفوف بالمخاطر المحتملة. كيف يمكن ضمان شفافية عملية صنع القرار الذي يقوم به النظام لضمان الوضوح والمصداقية؟
- حياد البيانات: تعتمد معظم أنظمة الذكاء الاصطناعي على بيانات تدريب متنوعة وعلى الرغم من الجهد المبذول لتحقيق حيادية هذه البيانات إلا أنه تبقى هناك مخاوف بشأن التحيز الضمني المحتمل داخل الخوارزميات والتي قد تؤدي إلى نتائج غير عادلة تجاه فئات اجتماعية محددة مثل العِرق والدين والجنس وغيرها.
- الأمان والحماية الشخصية: تشكل خصوصية المستخدم وأمن المعلومات مصدر قلق رئيسي آخر فيما يتعلق بأنظمة الذكاء الاصطناعي خاصة وأن العديد منها يعمل بنظام جمع واستخدام بيانات شخصية واسع النطاق بدون رقابة فعالة لحماية حقوق الأفراد وحرياتهم الأساسية.
- مسؤولية وخروج عن السيطرة: عندما تصبح الأنظمة ذاتية الاستقلالية أكثر تعقيدًا وأكثر ذكاءً فإنه ينشأ معه تساؤل مهم حول المسؤولية القانونية عند وقوع حادث خطير ناجم عنه سواء كان ذلك نتيجة تصميم خاطئ أم اختلال وظائف أثناء التشغيل الفعلي لهذه الأنظمة.
باختصار فإن إدارة المخاطر المرتبطة بتقنية الذكاء الاصطناعي تتطلب نهج متعدد الجوانب يشمل سياسات تنظيمية واضحة، شراكات وثيقة بين الحكومات والمجتمع العلمي وصناع القرار، التعليم المستمر للمستخدمين النهائيين ولجميع المهتمين لتوفير بيئة آمنة ومستدامة للاستثمارات الضخمة المستقبلية في مجال تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي ودمجها بنجاح ضمن مجالات الحياة اليومية المختلفة.