- صاحب المنشور: زيدون الكيلاني
ملخص النقاش:
مع تطور التكنولوجيا بسرعة فائقة، أصبح دور الذكاء الاصطناعي بارزاً في مختلف المجالات، ومنها التعليم. توفر هذه التقنية الجديدة مجموعة متنوعة من الفرص المثيرة التي يمكنها تحويل الطريقة التي نتعلم بها ونفهم العالم. ومع ذلك، كما هو الحال مع أي ثورة تكنولوجية أخرى، هناك أيضاً تحديات وعواقب محتملة يجب أخذها بعين الاعتبار.
أولاً، يوفر الذكاء الاصطناعي أدوات تعليمية متخصصة وأكثر فعالية. يمكن للروبوتات المصممة باستخدام تقنيات التعلم الآلي فهم احتياجات كل طالب وتقديم المساعدة الشخصية والدعم الفوري. على سبيل المثال، يستطيع برنامج "EDU-Bot" تقديم شرح للمواد المعقدة بطرق مرئية وبصرية، مما يساعد الطلاب الذين يتعلمون بشكل أفضل عبر الوسائط المتعددة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لهذه الأنظمة مراقبة تقدم الطالب وتقييم مستوى فهمه، وهو أمر مفيد خاصة لمعلمي المدارس العامة ومراكز التعليم غير الرسمية حيث قد تكون نسبة المعلمين الى طلاب مرتفعة.
ثانيًا، تساعد حلول الذكاء الاصطناعي في تشخيص نقاط الضعف لدى الطلبة وتحسين عملية التدريس بناء عليها. يستطيع مثل هذا النظام تحديد مواطن القوة والضعف لكل طفل بأساليب تتبع مؤشرات ثابتة ومتغيرة حول العادات الدراسية والمستويات المعرفية والعاطفية. بهذه المعلومات الدقيقة، يتمكن المعلِّمون والمعلمات من تطوير خطط دراسية فردية أكثر كفاءة وقابل للتكييف مستندة لرغبات واحتياجات الشريحة المستهدفة مباشرةً بدلاً من اعتماد منهج واحد يناسب الجميع والذي غالباً ما يؤدي لتفاوت كبير بين الأفراد داخل فصل واحد نفسه.
لكن رغم وجود العديد من المكاسب المحتملة، هنالك مخاوف بشأن كيفية تأثير الذكاء الاصطناعي على جودة العملية التعليمية وعلى المجتمع الأكبر كذلك. أحد أهم المخاطر المرتبطة بتطبيق روبوتات ذكية داخل الغرف الصفية تكمن ضمن احتمالية زيادة الفوارق الاجتماعية نتيجة عدم توافر تلك القدرات المتاحة لمنطقة ما مقارنة ببقية المناطق الأخرى ذات الوضع الاقتصادي الأعلى والأسرى الأكثر خبرة واستعدادا لاستخداماتها الحديثة حالياً مقابل مجالس محلية أقل قدرتها المالية وشعورا بفوائد الاستثمار المبكر هنا وهناك وذلك عموما بمختلف الدول العربية والإسلاميين وغيرهما أيضا.
إلى جانب ذلك، يشكل فقدان الوظائف البشرية مصدر قلق آخر إذ ربما لن يحصل بعض الخبراء البشريين المحترفِين سابقا كالمدربون المعتمدوْن مثلا لو بصورة جزئية إن لم يكن كاملة بسبب مشاركة آلات قادرة على القيام بنفس العمل بدرجة عالية من الكفاءة وباقل قابلية ارتكاب الخطأ مقارنة برؤوس اموال بشرية عادية نسبياً . لذلك فإن البحث الحالي لدى مؤسسات بحث عالمية معروفة يكشف رؤى جديدة لمسائلة نفسها بشان إعادة تأهيليه المهني للأجيال المقبلة حتى قبل دخول مرحلتهم العمليه الأولى بعد الانتهاء من مساراتهن المختلفة نحو سوق عمل مجهولة العناصر الأساسية حينذاك !
وفي نهاية المطاف، يبقى تطبيق تقنيات AI قرار مرتبط بقرار سياسي واجتماعي واسع يدفع باتجاه تغيير جذري للنظام المؤسسي القائم منذ عقود طويلة ولكن بدون شك فهو قادرٌ بإمكانه تحقيق نقله نوعيه هادفه نحو مصداقيتها خلال العقود الثلاث القادمه لكن شريطة اتخاذ اجرائات اصلاحیه منظمه مبكرة لتحقيق انسجام اكبربين ادوات التقدم العلمي الحديث ومايتماشى معه اجتماعيا وثقافيا.