- صاحب المنشور: مصطفى الشريف
ملخص النقاش:
في عصر التكنولوجيا المتسارع الذي نعيش فيه اليوم، أصبح الذكاء الاصطناعي جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية. بدءا من المساعدين الصوتيين مثل Alexa وSiri إلى خوارزميات التوصيات التي تحسن تجربتنا عبر الإنترنت، توجد تقنية الذكاء الاصطناعي وتتطور بسرعة هائلة. ولكن مع كل هذه الابتكارات تأتي تحدياتها وأوجه القلق الخاصة بها. واحدة من أكبر المخاوف هي تأثيرها على الخصوصية الشخصية للمستخدم.
الذكاء الاصطناعي والمراقبة المستمرة:
يعمل الذكاء الاصطناعي غالبا باستخدام كمية كبيرة من البيانات لتدريب نماذجه وتحسين أدائه. يمكن جمع هذه البيانات من مجموعة متنوعة من المصادر، بما في ذلك بيانات الاستشعار الحيوية والسجلات الطبية والتواصل الاجتماعي وغيرها. عندما يتم استخدام الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالسلوك أو اتخاذ القرارات نيابة عنا، فإنه يستخدم هذا الكم الهائل من المعلومات لاتخاذ تلك القرارات. هذا يعني أنه يمكن تتبع حركاتنا وكلماتنا وسلوكياتنا باستمرار واستخدامها لأغراض مختلفة قد تكون غير واضحة لنا كفرادى.
تأثير ذلك على حقوق الفرد:
يضع هذا التركيز على جمع البيانات واختباراتها المستمرة العديد من المواطنين أمام اختيارات صعبة فيما يخص خصوصيتنا الشخصية. كيف نضبط حدود ما هو مقبول وما هو ليس كذلك؟ هل نحن مستعدون لقبول المكاسب المحتملة للتكنولوجيا مقابل الخسارة المحتملة لبعض جوانب استقلالنا الشخصي؟ تشكل قضية إدارة بيانات المستخدم تحدياً أساسيًا بالنسبة لمجتمعات المدافعين عن الحقوق المدنية والفرادى الذين يسعون للحفاظ على بعض السيطرة الذاتية في عالم ذكي رقمي متزايد التعقيد.
إعادة النظر والأولويات الجديدة:
مع تقدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، هناك حاجة ملحة لإعادة النظر في قواعد الخصوصية الأساسية وإصدار قوانين جديدة أكثر صرامة لحماية الأفراد ضد الاستخدام العرضي أو الغير أخلاقي لبياناتهم. كما يجب أن تُعيد الشركات الناشئة والشركات الكبيرة النظر أيضًا في سياساتها الخاصة بالخصوصية لوضع العملاء والحرفاء تحت مجهر الأولوية الأسمى لها - أي احترام حقهم بالحفاظ على سرية معلوماتهم الشخصية قدر الإمكان أثناء طلب الخدمات الرقمية الحديثة ذات التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الصناعِيّ . إنها مسؤولیتُها الأخلاقية تجاه المجتمع الواسع وليس مجرد تحقيق الربحية القصوى بأسرَع طريقة ممكنة بعيداٌ تمامآ عن اعتبار حقوق الإنسان وخصوصيتها الثمينة جدًا والتي تعد أعلى درجات الإنسانية وقيمتها!