تسأل العديد ممن يرغبون في اعتناق الإسلام عن موقفهم القانوني والقانون الروحي عند التوبة من الكفر والإسلام الجديد. يؤكد علماء الدين الإسلامي أن التوبة من الكفر تتطلب ليس مجرد قول الشهادتين، ولكن أيضًا الإقلاع بشكل كامل عن الكفر نفسه.
في سياق الحديث عن رجل ربما يكون قد أسلم حديثاً ولكنه لم يتمكن حتى اللحظة من تحديث وثائقه الشخصية لإظهار دينه الجديد، فإن هذه الحالة تحتاج إلى تفاصيل دقيقة. وفقاً للشريعة الإسلامية، التوبة تبدأ بنية القلب وقول الشهادتين. ومع ذلك، يجب أيضاً أن يكون هناك قطع نهائي لكافة أشكال الكفر السابق.
هذا يعني أن ببساطة قول "لا إله إلا الله محمد رسول الله" ليس كافياً إذا ظل الشخص يعيش حياة مخالفة للإسلام - مثل الاعتراف بالنصرانية على سبيل المثال - سواء كان ذلك في حياته اليومية أو الوثائق الرسمية التي يحتفظ بها.
إذن، بينما يقول القرآن الكريم "فاتقوا الله ما استطعتم"، أي أن التقوى هي أفضل ما يستطيع الإنسان تقديمه عندما يكون أمام عقبات خارجية تحول بينه وبين القيام بما هو مطلوب دينياً، فإن الوضع هنا مختلف قليلاً. لأن القدرة على تغيّر الأوراق الرسمية ليست شيئاً مستحيلاً ولا خارجاً عن سيطرة المرء تماماً. لذلك، فإن التأجيل المتعمد لهذا التغيّر تحت ستار العوائق الخارجية يعد نوعاً من البقاء في حال الكفر بدون ضرورة موضوعية.
بالتالي، من المهم جداً للمسلمين الجدد أن يسارعوا بالتواصل مع السلطات المحلية لاتخاذ الخطوات اللازمة لتحديث بياناتهم الرسمية بمجرّد إعلان إيمانهم الجديد بدلاً من انتظار الفرص المناسبة لاحقاً والتي قد تؤدي بهم مجدداً للحالة الأولى وهي حالة الاستضعاف الديني المؤقتة وغير المثالية حسب رأي الفقهاء المسلمين.
ومع ذلك، وفي حالات نادرة للغاية حيث يوجد بالفعل عائق حقيقي لمنع التسجيل الرسمي للدين الإسلامي، فقد يغفر الله للمؤمن النادم الذي اتخذ كافة الخطوات العملية لتحقيق رغبته في المعلن الإسلامي وهو محصور حاليًا بسبب ظروف قاهرة خارجه لفترة مؤقتة . وفي تلك الظروف الخاصة، يكفى لديه وجود النية الصادقة والإقرار الداخلي بتوحيد الله عز وجل وتعالى وخلو قلبه من أي حب آخر غير حبه وحده سبحانه واتباع سنة رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم بلا شكوك أو ارتياب. وهنا تجدر الإشارة بأن الغاية الاساسية لهذه التفاصيل القانونيات والمعرفة العلمية هي رفع التحديات المحتملة عن طريق وضع حلول عملية عملية قابلة للتطبيق عمليا لكل مسلم جديد مبتدا على درب صلاح الطريق الصافي الطاهر المنشود والذي مأمور باتباع نهج النبي الخاتم سيد العالمين المصطفى العظيم صلوات ربي وسلامه دائمآ أبد الدهر عليه وعلى اله الطيبين والصالحين أجمعين آمين يا رب العالمين!