- صاحب المنشور: أفراح السمان
ملخص النقاش:
مع نهاية عام 2019 وبداية الوباء العالمي لكورونا (كوفيد-19)، شهد العالم تغييرات جذرية لم تحدث منذ الحرب العالمية الثانية. لقد غيرت الجائحة بنية العلاقات بين الدول وأضعفت القوى التقليدية لصالح ترتيب سياسي واقتصادي عالمي جديد. في هذا المقال سنبحث في كيف أثرت هذه الأزمة على النظام الدولي وكيف يمكننا توقع مستقبله الجديد.
تأثيرات كوفيد-19 على الاقتصاد والسياسة العالمية:
أدى الفيروس إلى انهيار اقتصادي غير مسبوق حيث تجاوز عدد الوفيات والإصابات المتزايدة كل التوقعات. أدى التأثير السلبي لهذا المرض إلى اضطراب حاد في الأسواق المالية والتجارة العالمية والعلاقات التجارية الثنائية متعددة الأطراف. كما زادت أزمات الديون وانخفضت قيمة العملات المحلية، مما أدى إلى تفاقم الوضع الاقتصادي الهش أصلاً لدى العديد من البلدان الفقيرة والمحتاجة للمساعدات الخارجية.
على الصعيد السياسي، كشف الوباء هشاشة وتعددية أشكال الحكم حول العالم. فبينما كانت بعض الحكومات تقيم حصونًا للحفاظ على تماسك مجتمعاتها الداخلية مثل الصين وإيران، حاولت دول أخرى التعامل مع خطر انتشار الفيروس عبر تشديد الحدود والقوانين الاجتماعية كما فعلت الولايات المتحدة الأمريكية التي فرضت إجراءات غير مسبوقة لحماية مواطنيها ومنع رحلات الطيران الوافدة إليها مباشرة دون خضوعهم للحجر الصحي لمدة ١٤ يوم عند الوصول لأراضيها. بينما تعرض نظام الرعاية الصحية البريطاني لانتقاد كبير بسبب عدم استجابته المناسبة للظروف الاستثنائية الناجمة عنها تلك الكارثة الطبيعية المدمرة والتي ستترك آثاراً طويلة الأمد على الصحة العامة للأجيال القادمة إن لم يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة الآن لمنع حدوث حالات مشابهة مرة أخرى مستقبلا.
تحولات محتملة للنظام العالمي:
من المحتمل أن تؤدي جائحة كورونا إلى إعادة هيكلة جديدة لأنظمة التجارة والاستثمار والتنمية المستدامة على مستوى العالم بأكمله وذلك لإعادة بناء شبكة أقوى وأكثر مرونة وأنجع لدعم نمو السوق العالمي المشترك وهو الأمر الذي سوف يتطلب جهود مشتركة منتظمة تقوم بها جميع الدول المعنية بهدف تعزيز السلام والأمان داخل حدودها وكذلك خارج حدودها الجغرافية أيضا وذلك بإرساء قواعد وآليات عمل تتسم بالشفافية والكفاءة لتحديد المسؤوليات السياسية والاقتصادية للدول تجاه بعضها البعض وللسعي نحو تحقيق توازن أكبر فيما يخص دور المؤسسات متعددة الأطراف مقارنة بمؤسسات ثنائية الجانب حاليا فضلا عما سبق ذكره فإن هناك حاجة ملحة كذلك لاتباع سياسات أكثر شموليتها واستهدافيتها ترمي لمساندة الفئات الأكثر ضعفاً وقابلية للإصابة بكورونا خاصة ضمن المجتمعات الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى بالإضافة لبقية المناطق الأخرى ذات المخاطر المرتبطة بهذه الأمراض المعدية الفتاكة وغيرها الكثير ممن تسعى لعجز القدرات الزراعية والصيدلانية لديها بسبب تأثير الركود الحالي الحادث نتيجة لذلك البلاء العظيم ناهيك أيضا عمّا قد يحدث لاحقا بشأن تنافس الشركات العملاقة العاملة بتلك المجالات المختلفة سواء أكانت أمريكية أم صينية الأصل فالجميع يسعى لتحقيق مصالح شخصية قصيرة النظر غافلين تماما عن مخاطر الضرر الناتجة عنه لو تم حرمان الآخرين منها لفترة طويله مجهدين بذلك تركيز اهتماماته الشخصية الخاصة بالحصول عليها بدون اعتبار لما يعانيه بشر آخرون تعيش وسط ما تمر فيه حالياً دون أي قدرتهم الذاتيه للتغلب عليه وحدها خلال وقت محدد إذ بات واضحاً وجلياً اليوم بان قرار تغيير وجه العالم ليس بالأمر سهلا أبدا فهو بحاجة ماسة لاتفاق وعزيمة مشتركتان لكل دول العالم بلا استثناء حتى تستطيع