• صاحب المنشور: جبير العياشي
  
  ملخص النقاش:
  تسعى دول الشرق الأوسط إلى تحقيق أهداف طموحة بشأن الطاقة المتجددة كجزء من جهودها لتخفيف آثار تغير المناخ وتعزيز الأمن الطاقي. ومع ذلك، يواجه هذا التحول نحو مصادر الطاقة المتجددة تحديات قانونية واقتصادية كبيرة قد تعوق التقدم المحرز حتى الآن وتدني معدل الاضطلاع بهذه المشاريع.

تشمل الحواجز القانونية التي تواجه سياسات الطاقة المتجددة مجموعة من القضايا المعقدة المرتبطة بتقييم الملكية الفكرية للموارد الطبيعية واستخدامها، وضعف الإطار التشريعي الذي ينظم قطاع الطاقة المتجددة، وعدم وجود آليات واضحة لحل النزاعات الناشئة بين الجهات المختلفة المهتمة بهذا المجال. على سبيل المثال، تفتقر بعض الدول إلى قوانين محددة تحكم ملكية الأرض اللازمة لمشاريع الرياح أو الطاقة الشمسية، مما يؤدي إلى تأخيرات ومنازعات طويلة الأمد. بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما تكون اللوائح والتوجيهات الحكومية غير مكتملة وغير متسقة وغير واضحة، مما يصعب فهم ومتابعة عملية الترخيص والموافقة البيئية الضرورية لإطلاق مشاريع جديدة للطاقة المتجددة.

وعلاوة على ذلك، فإن الآثار الاقتصادية لتعزيز الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة يمكن أن تثقل كاهل الاقتصادات الشابة والعرضة بالفعل لأزمات مالية وأوبئة عالمية مثل جائحة كوفيد-19 الحالي. إن الاستثمار الأولي الكبير مطلوب لبناء البنية التحتية اللازمة لاستيعاب تكنولوجيات الطاقة المتجددة الجديدة ورؤوس الأموال الكبيرة المطلوبة لهذه الأعمال تشكل عائقاً أمام العديد من البلدان العربية ذات الدخل المنخفض والمتوسط. كما أنه يتعين مراعاة تكلفة إنتاج الكهرباء باستخدام هذه التقنيات المقارنة بتكلفة توليد الكهرباء عبر مصادر تقليدية بأسعار النفط الخام العالمية المتغيرة باستمرار؛ فإذا انخفض سعر النفط تدريجياً -كما هو وارد ضمن توقعات الوكالة الدولية للطاقة- فسيكون لهذا تأثير سلبي كبير على جدوى اقتصاديات الطاقة المتجددة مقارنة بسعر الوقود الأحفوري الأدنى.

ومن جانب آخر، هناك عدة عوامل أخرى تساهم أيضاً في تفاقم الوضع الحالي منها: عدم تطوير القدرات البشرية المحلية لفهم واحتضان حلول الطاقة المستدامة الحديثة، افتقار الأسواق المالية المحلية لدعم وتمويل القطاع الخاص لشركات ناشئة تعمل بمجالات مرتبطة مباشرة بذلك النوع الحديث من الصناعة الصاعدة حديثا وهو مجال طاقة مستقبلية نظيفة وخضراء وصديقة بيئيا مهما برز أهميتها مؤخرآ وسط دعوات منظمة الصحة العالمية والحكومات حول العالم بعد انحسار وباء كورونا الأخير وإعادة النظر مجددأ بإستراتيجيات مواجهة تغيُّر المنخظ العالمي ومايترتب عليه من خطورة صحيه كبيرة تهدِد حياة الإنسان حال استمراره بدون اتخاذ إجراء حاسم وعاجِل .

وفي الوقت نفسه ، تقدم سياسة الطاقة المتجددة فوائد عديدة تستحق اهتمام المجتمع المدني والدولة وقادة الرأي العام كذلك حيث تُ