- صاحب المنشور: فرحات اللمتوني
ملخص النقاش:
مع تزايد أهمية التعليم العالي كوسيلة للتحرر الاقتصادي والأكاديمي الاجتماعي، يبرز الحاجة الملحة لإعادة النظر والتقييم الشامل لسياسات وإجراءات المؤسسات الأكاديمية. الهدف الأساسي هو خلق بيئة تعليمية شاملة ومتعددة الثقافات تضمن تمكين جميع الطلاب بغض النظر عن خلفياتهم الاجتماعية أو عرقهم أو جنسًا أو أي خصائص أخرى. هذا المقال يستعرض أهمية وأولويات تطوير السياسات اللازمة لاستكمال هذه العملية.
أولاً، يتطلب الأمر رفع مستوى الاعتراف والمعاملة المتساوية للجميع داخل الفضاء الجامعي. يشمل ذلك إعادة تنظيم البرامج والمناهج الدراسية لتتضمن وجهات نظر متنوعة وتمثيل دقيق للتاريخ والثقافة والحياة الحديثة للمجموعات السكانية المختلفة. بالإضافة إلى ذلك، يعد تقديم الدعم النفسي والروحي للأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة أمرًا حيويًا للغاية؛ حيث يمكن إنشاء أقسام خاصة لدعم هؤلاء الطلبة وتوفير الخدمات التربوية المساعدة لهم.
ثانيًا، ينبغي على جامعاتنا الوطنية التركيز أكثر حول بناء جسور التواصل بين الجنسين وتعزيز فرص العمل المشتركة وفريق العمل المختلط بين الذكور والإناث، سواء أكانت تلك الفرص ضمن الإطار التعليمي أم خارجيًا عبر مشاريع وبرامج التدريب المحلية والدولية. كما أنه من الضروري زيادة عدد النساء اللاتي يعملن كمدرسات ومحررات ومشرفات وغيرها ممن لهن دور فعال في عملية صنع القرار داخل هذه المعاهد العلمية.
ثالثًا، تعد القضايا المرتبطة بالتمويل أحد أكبر العقبات التي تواجه طلاب الطبقات الفقيرة والمحتاجة. ولحلّ هذه المشكلة، يجب وضع آليات جديدة للحصول على المنح والقروض بفوائد مخفضة مع ضمان شفافيتها وعدالتها عند منحها وفقا لحالات الطوارئ الاقتصادية لكل حالة فردية. علاوة على ذلك، فإن دعم ومساندة مؤسسة المجتمع المدني ضرورية للغاية فقد أثبت تاريخياً قدرته الكبيرة على حل الكثير مما يعوق تقدم المجتمع.
وأخيرا وليس آخرا، يحظى موضوع إدارة الوقت واتفاقاته دوراً محورياً ضمن منظومة اعادة تأهيل الانظمة التعليميه الحالي وذلك بتخصيص ساعات محدده للدروس والمناقشات ولمهام البحث والعرض الخ.. والتي تتناسب مع متطلبات كل تخصص علمي بعيدا عمّا يسمى "الساعات الزائفة" غير المنتجة جودة .إن تطبيق مثل هذه الاستراتيجيات سيؤدي بلا شك نحو تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة أمام فرصة الحصول علي مستقبل افضل لكافه ابناء الوطن الواحد مهما اختلفت انتماءتهم الايديولوجيه الاجتماعيه المختلفه عليه حاليا وعلى مر التاريخ الحديث والمعاصر أيضاً.