- صاحب المنشور: ريم العماري
ملخص النقاش:يواجه العالم العربي تحولًا كبيرًا مع انتشار تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI)، حيث تتزايد وتيرة دمج هذه التقنيات في مختلف القطاعات، مما يؤثر بشكل مباشر على طبيعة الوظائف المتاحة ومتطلباتها. يثير هذا التحول نقاشا حادا حول مدى قدرة القوى العاملة العربية على التكيف والتطور موازاة مع تطبيقات AI. وفي الوقت الذي تعرض فيه بعض الأنشطة والمهام لإبادة محتملة بسبب الروبوتات والأتمتة، توفر تقنية AI فرصاً جديدة للنمو والابتكار.
في الماضي، كانت تحديات سوق العمل تشمل البطالة وانعدام الفرص الاقتصادية الكافية للشباب العرب الذين يتخرجون سنويا بملايين العقول اللامعة. ولكن الآن، تصبح الصورة أكثر تعقيدا نتيجة دخول الذكاء الاصطناعي كلاعب رئيسي. بينما يمكن لـ AI إجراء العديد من العمليات بسرعات فائقة والدقة العالية—أشياء كانت تتطلب قدرات بشرية سابقا— فإنها أيضا تخلق حاجات جديدة للتخصصات التي ليست موجودة حالياً أو غير مُدركة بعد.
التوقعات المستقبلية
وفق الدراسات الحديثة، ستكون هناك زيادة كبيرة بحلول عام 2030 في الطلب على المهن المرتبطة بالذكاء الاصطناعي مثل هندسة البيانات والتعلم الآلي وإنشاء المحتوى المدعوم بالأدوات الذكية. ولكن، سيكون هذا متزامنا مع انخفاض الحاجة إلى وظائف أخرى كالكتابة الإبداعية اليدوية أو حتى تحديد المشكلات البسيطة للمعاينات الفنية والصيانة في الصناعات المتوسطة، والتي تعتبر عمليات روتينية ويمكن للأجهزة القيام بها بأمان أكبر وأقل تكلفة بكثير.
للتغلب على هذه التغيرات، ينصح الخبراء بأن تكون الاستثمارات في التعليم والتدريب مستهدفة نحو إعادة تأهيل المهارات الموجودة وتعزيز القدرات الرقمية لدى الأفراد والعاملين الحاليين. كما يشجعون الحكومات والشركات الخاصة على وضع خطط واضحة لدعم الأجيال الشابة وتحضيرهم لتحقيق أفضل استخدام ممكن لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي أثناء استيعاب التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية لها.
إن فهم وفهم كيفية تطوير دور البشر ضمن البيئة الجديدة التي يخلقها الذكاء الاصطناعي هي مفتاح التعامل الناجح مع تغييرات سوق العمل. فالتركيز الأساسي يجب أن يكون ليس فقط على تعلم مهارات جديدة، لكن أيضًا على تعزيز التفكير النقدي والإبداعي والاستعداد للعمل جنبا إلى جنب مع أدوات الذكاء الاصطناعي وليس ضدها.