- صاحب المنشور: إباء بن علية
ملخص النقاش:يواجه قطاع التعليم العالي في الوطن العربي تحديات متعددة تعوق تطوره وتطور الأجيال الصاعدة. هذه التحديات ليست محدودة بزاوية معينة؛ فهي تشمل جوانب مختلفة مثل السياسة والتمويل والبنية التحتية والجودة الأكاديمية والتواصل الدولي.
القضايا المالية والنظامية
أبرز هذه المعوقات هو نقص الإمكانيات المالية اللازمة لتطوير البنى الأساسية للجامعات والمؤسسات التعليمية الأخرى. رغم الجهود التي تبذلها العديد من الدول العربية لتعزيز مواردها التعليمية، إلا أنها غالبًا ما تواجه عوائق بسبب الاولويات الحكومية المختلفة أو عدم القدرة على الوصول إلى تمويل مستدام. هذا يعني انخفاض جودة البحث العلمي وانخفاض الفرصة المتاحة للمعلمين والدارسين للتبادل الفكري والدولي.
بناء القدرات والأبحاث الجامعية
بالإضافة إلى ذلك، هناك حاجة ملحة لتحقيق زيادة في جودة التدريس والأبحاث الأكاديمية داخل المؤسسات التعليمية العربية. يتطلب هذا الاستثمار الكبير في تطوير المهارات والكفاءات لدى هيئة التدريس، بالإضافة إلى خلق بيئات محفزة للأبحاث تتسم بالاستقلالية والإبداع. كما يشكل ضعف الروابط بين القطاعات الأكاديمية والصناعية عقبة أخرى تحول دون دمج الخبرة الجديدة وتطبيق الأفكار التقنية الحديثة ميدانياً.
الافتقار إلى التواصل الدولي
وفيما يخص الاتصال الدولي، تُظلُّ المؤسسات التعليمية العربية بعيدة نسبياً عن الحراك الثقافي والعلمي الذي يحدث عالميا. وهذا يؤدي إلى تقليل فرصة الحصول على المنح الدراسية الدولية وبرامج التعاون المشتركة، مما يحرم الطلبة العرب وأفراد الهيئة الأكاديمية منهم فرصاً مهمة لتعلم أفضل الممارسات العالمية وإثراء تجربتهم عبر الاحتكاك بمستويات عالية من التعلم والبحث.
حلول محتملة
لتجاوز هذه العقبات وتحقيق طفرة حقيقية في مجال التعليم العالي العربي، يمكن وضع عدة خطوات هامة: الأول، الإقرار الرسمي بأهمية الاستثمار في التعليم وتعزيز الدعم الحكومي له؛ ثانياً، دعم التحالفات والحوار بين جامعات العالم الإسلامي ومختلف دول الشرق الأوسط لإرساء ثقافة موحدة حول أهمية تقديم مساهمة فاعلة في سوق العمل العالمي؛ وثالثا، التشجيع المستمر لمشاركة أعضاء الفريق التدريسي في المؤتمرات الخاصة بالموضوعات ذات الصلة بهدف مواصلة رفع مستوى كفاءتهم تماشياً مع أحدث اتجاهات العلوم الإنسانية والمهنية.