• صاحب المنشور: نورة الشاوي
  
  ملخص النقاش:
  تعد مسألة المساواة بين الجنسين قضية عالمية معقدة تتطلب اهتمامًا مستمرًا. على الرغم من التقدم الذي تحقق في بعض المناطق، إلا أن العديد من النساء والأطفال لا يزالون يعانون من الحرمان والتمييز في مجالات مختلفة مثل التعليم، الوظائف، والمشاركة السياسية. هذا المقال يستكشف التحديات الرئيسية التي تواجه تحقيق المساواة بين الجنسين ويُسلط الضوء على أفضل الممارسات لتحقيق نتائج أكثر شمولاً واستدامة.

التحديات

* الوعي الثقافي والمعايير الاجتماعية: غالبًا ما تكون الأفكار التقليدية حول الأدوار الجندرية عقبة كبيرة أمام المساواة. هذه المفاهيم قد تؤدي إلى تقييد الفرص للمرأة وتشجيعها على الاعتماد الكلي على الرجل. تغيير هذه النظريات يتطلب جهود متواصلة لتثقيف المجتمع وتعريفهم بمفاهيم جديدة قائمة على العدالة والكرامة البشرية المتساوية.

* الفوارق الاقتصادية: بحسب تقرير الأمم المتحدة عام 2021، فإن المرأة تحصل عادة على دخل أقل بنسبة 23% مقارنة بالرجل حتى وإن كانت تعمل بنفس المجال. الفقر والجوع يؤثران بشدة على النساء، مما يضعهن تحت ضغط أكبر لرعاية الأسرة بينما يعملن لفترات طويلة بدون راحة كافية أو دعم مناسب.

* القوانين والقواعد غير العادلة: رغم وجود قوانين حماية حقوق النساء في الكثير من الدول، لكن التنفيذ والتطبيق يبقى مشكلة رئيسية. بالإضافة لذلك، هناك دول حيث القوانين نفسها تميل لصالح الرجال وتستبعد النساء تماماً من بعض الحقوق الأساسية.

* الإقصاء السياسي: وفق منظومة الأمم المتحدة للأنوثة، تشغل النساء فقط حوالي ربع المقاعد البرلمانية في العالم. التحيز الجنسي والاستبعاد السياسيون يحرمون النساء من فرص التأثير على القرارات المصيرية التي تُؤثر مباشرة على حياتهن وحيات أبنائهن.

أفضل الممارسات

* التعليم والتنمية الشخصية: تقديم فرص التعلم والدعم للأطفال وخاصة الفتيات يمكن أن يُحدث تغييرا عميقا في حياتهن المستقبلية. تدريب المعلمين والمعلمات لإدارة فصول دراسية تراعي الاختلافات بين الجنسين وتحترم الخصوصية والثقافات المختلفة لكل طالب وطالبة هو أمر ضروري أيضًا.

* تمكين اقتصادي وبرامج الدعم الاجتماعي: إنشاء برامج توفر التدريب المهني والإرشاد العملي للسيدات والشباب ليساهم ذلك بتوسيع خيارات العمل المناسب لهم. كما أنه من المهم دعم المشاريع الصغيرة خاصة تلك التي يقودها نساء وذلك عبر تقديم قروض بدون فوائد وضمان استمراريتها المالية.

* تشريع جديد والتحسين التشريعي الحالي: وضع قوانين تضمن سلامة وحماية النساء ضد أي شكل من أشكال العنف سواء كان اجتماعى أم مجتمعي أم جسدي أم نفسي. وهذا يشمل أيضاً إلزام الشركات والحكومات باتباع سياسات تضبط ساعات العمل وتوفر الحضانة للأطفال أثناء عمل الوالدين.

* المشاركة السياسية: خلق بيئة سياسية أكثر انفتاحًا وأقل تحيزًا جنسانيًا ينبغي أن يتم عبر رفع مستوى الوعي حول أهمية تمثيل المرأة وتمثيل الشباب أيضا. بالإضافة إلى تشجيع الجمعيات المدنية والنقابات العمالية المنتظمة التي تستهدف زيادة مشاركة المرأة في الانتخابات المحلية والعالمية.

في النهاية، الطريق نحو تحقيق المساواة بين الجنسين طويل وشاق ولكنه ممكن. إنه يتطلب جهد جماعي وإلتزام بأن نكون جميعنا جزء من الحل وليس جزء من المشكلة.