- صاحب المنشور: هند الغريسي
ملخص النقاش:
تشهد المجتمعات المعاصرة ثورة رقمية غير مسبوقة تترك آثارًا عميقة على مختلف جوانب الحياة الاقتصادية. هذا التحول التكنولوجي المتسارع يقود إلى تغيرات هيكلية كبيرة قد تغير طبيعة العمل، تشكل الأسواق المالية، حتى تؤثر في بنى القطاعات الصناعية التقليدية. هذه المرحلة التي نمر بها الآن تعد اختبارا حقيقيا لكيفية تعامل الدول والمجتمعات مع تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والبيانات الضخمة وغيرها الكثير.
تأثير الذكاء الاصطناعي والروبوتات:
تلعب تكنولوجيا الروبوتات دوراً محورياً في تحقيق كفاءة أكبر وإنتاجية متزايدة داخل المصانع والشركات الخدماتية. ولكن هذا الأمر يطرح أيضا مخاوف بشأن فقدان الوظائف التقليدية حيث يمكن لآلات ذكية القيام بمهام كانت سابقاً خاصة بالإنسان. ومع ذلك، فإن الاستخدام الحكيم لهذه التقنيات يسمح بإعادة تصميم وظائف جديدة تتطلب مهارات فكرية عالية كالابتكار والإبداع والبناء الفكري، مما يعزز فرص التشغيل الجيد لشرائح معينة من القوى العاملة بشرط توافر التعليم والتدريب المناسبين.
البيئة الناشئة للاقتصاد الرقمي:
تعمل الشبكات الافتراضية العالمية والأمن الإلكتروني والمساحات الرقمية المتعددة على خلق بيئات عمل ومبادلات تجارية لها طابع رقمي خالص. فهذه المنصات تقدم فرصاً هائلة للشركات الصغيرة والكبيرة للوصول الى السوق العالمي بأقل تكلفة وانتشار واسع النطاق ضمن مجتمع مستخدمين ضخم ورواد أعمال مبتكرون يستغلون الفرص التجارية عبر الإنترنت بكل سهولة وأمان نسبيا مقارنة بالماضي البعيد الذي كان يتطلب رؤوس أموال ضخمة وشروط عقود طويلة وخاضعة لمراقبة الحكومات المركزية المختلفة حول العالم والتي غالبا ماتكون بطيئة ومترددة بعض الشيء لاتخاذ القرارت اللازمة لتلبية احتياجات المستثمرين المحتملين بالسوق المحلي والدولي الجديد المشبع بتلك العروض الواعده بلا حدود جغرافيه ولا زمنيه كما كان يحدث بالأيام الخالية بوجود عوائق ماديه وجغرافيائية واضحه المعالم آنذاك!
تحديات وآفاق أمام الدول العربية:
بالرغم من وجود العديد من الإيجابيات المرتبطة بهذا التحول نحو الرقمنة إلا أنه يوجد مجموعة من العقبات تحتاج حلولا فعالة لتحقيق استفادة كامله منها ومن أهم تلكم العقبات ضعف البنية التحتيه المعلوماتيه وعدم توفر المهارات العمليه والمعارف العلميه الحديثة لدى المواطنين العرب وهذا بدوره يؤدي لنقص قدرتهم على فهم واستيعاب وفهم اهميتها الحيويه لأستدامة نمو اقتصاد دولهم ليصبحوا قادرين على الانصهار بسلاسه وانسيابه بين أعضاء منظومه عالميه قائمه أساساتها علي اساس تبادل البيانات والثروه المعرفيه فيما بين اعضائها وبالتالي الوصول لحاله من التنميـه الشمولـيـه المتوازنه للمجتمـعات العربيـه والعالم اجمع .
وفي نهاية المطاف يمكن القول بأن عصر الثورة الصناعية الرابعه وما يتخللها من تطورات علميه تكنولوجيه مذهله يشكل فرصة عظيمه للدول الراغبه بالتطور الاقتصادي إذا استغلت تلك الظروف لصالح بناء مستقبل افضل اما الذين يتجاهلون ويتخذون موقف عدم المبالاة فسيكون مصيرهم الركوده والتقهقر خلف دول محيطتهم ومختلف شعوب مدن وعواصم العالم المتحضر حديثا والذي يسعى باستمرار للارتقاء بحياة مواطنيها نحو مستويات حضاره عاليه وفكر متقدم يفصح عنه تصرفاته اليوميه عند التعامل بالحاضر والاستعداد دائما لما ينتظر البشرية خلال مراحل لاحقه قادمه مليئه بالمجهول ولكنه يبشر بخير كثير ان تم اتباع الطريقه الصحيه للتخطيط السليم واستثمار مقدارت وطاقات شباب الوطن الغالي فتلك هي مفتاح نجاح اي مشروع هدفها خدمة أمته وقوميتها وامانة تاريخ ارض آبائنا واجدادنا الي يوم الدين وحرص اولياء أمرنا للحفاظ عليها بتوفير جميع الوسائل اللازم لتحقيق اهدافهن الوطنية والقومية المشتركه .