- صاحب المنشور: عبد الباقي الدمشقي
ملخص النقاش:
مع تزايد اعتماد التكنولوجيا في مختلف الصناعات، يصبح نطاق تأثير الذكاء الاصطناعي (AI) أكثر وضوحًا. هذه الظاهرة ليس لها آثار مجردة؛ بل هي تؤثر مباشرة على مستقبل سوق العمل حول العالم. سواء كان ذلك بإحداث تغييرات جوهرية في الوظائف الموجودة أو خلق فرص عمل جديدة تماما، فإن دور الذكاء الاصطناعي في تشكيل الأنظمة الاقتصادية أمر لا يمكن إنكاره ولا يمكن تجاهله.
تتوقع دراسات متعددة أنه بحلول عام 2030، قد تحل الروبوتات والأجهزة ذات الصلة المدعومة بتقنيات AI محل حوالي 85 مليون وظيفة عالميا حسب تقرير صدر عن شركة فورستر للبحوث والتحليل الاستراتيجي لعام ٢٠١٨.[1] بينما يشير البعض الآخر إلى احتمال فقدان نحو ١٣٣مليون وظيفة بحلول العام نفسه وفقاً لشركة كابجيميني للاستشارات الإدارية العالمية والتي تعتبر واحدة من أكبر شركات الخدمات الاحترافية المتخصصة في مجال الاستشارات المالية والاستثمار العقاري بالإضافة لاستشاراتها التجارية الأخرى المتنوعة .[2] ولكن وفي الوقت ذاته ،يتنبأ بعض الخبراء بأن الذكاء الاصطناعي سيولد أيضًا ملايين الأعمال الجديدة التي لم تكن موجودة سابقًا .[3]
في حين قد تبدو آفاق سوق العمل مخيفة بالنسبة للبعض بسبب احتمالات فقدان فرصهم الحالية للأعمال, إلا أنها تحمل أيضا وعدًا بالإمكانيات غير المسبوقة والتقدم الكبير الذي ستتمخض عنه انظمة العمل الحديثة عند استخدامها جنباً الى جنب مع البشر بطرق فعالة ومبتكرة ومستدامة لتحقيق نتائج مثلى لكل الطرفين مما يؤدي لتطور مهارات الأفراد وتنميتها باستمرار عبر فترة زمنية طويلة نسبياً مقارنة بفترة حياة التقنية نفسها حيث تطورت بشكل كبير ولم تعد تدريبات المهارات التقليدية مناسبة لحفظ مكانتهم بالسوق الحالي والمستقبلي .
هذه التحولات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي تتطلب الكثير من التأمل والنظر العميق بشأن السياسات العمالية واستراتيجيات التدريب وإعادة تأهيل القوى العاملة للتوافق مع هذا الوضع الجديد وللحفاظ علي توازن قوة العمل وتحسين إنتاجيتة وانشاء نماذج أعمال مبتدعة تعزز قدرتها التنافسيه وتعطي الأولوية للمهن والإختصاصات المحورية داخل كل قطاع صناعي وذلك بهدف تحقيق نموذج اقتصادي قادر علي تحويل تلك المخاطر المحتملة الي فرصه هائلة للإرتقاء بمراكز الدول والشركات ضمن المشهد العالمي الأكبر والذي يعد منافسة حاده ومتجدده دائماً بين جميع القطاعات المختلفة المتواجده بهِ حالياً وبالتالي فان استعداد المجتمع الدولي لهذه المتغيرات سوف تحدد مدى نجاحهم وتأثيرهم عليها وعلى بقائهم الكامل بساحة المنافسة الدولية القادمه والتي لن تكون قابله للهروب منها بأى شكل من الأشكال نظراً لاتساع رقعة انتشار هذه الثورة الهائله بعالمنا المعاصر . لذلك بات ضرورياً اتخاذ إجراءات فورية لإصلاح نظام التعليم لدينا وتوفير دورات تدريبية ملائمة تلبي احتياجات السوق المستقبليه وما يتبع ذلك أيضاً من قرارات جريئة تستهدف اعادة هيكليه شامله لبرامج الرعاية الحكوميه الاجتماعية الضامنه لفئات الضعفاء والمعرضين لأخطار البطاله الناجمه عن احداث تغيرات جذرية مشابهة لما