- صاحب المنشور: الراوي الحدادي
ملخص النقاش:تعتبر الثورة التكنولوجية التي يشهدها عالمنا اليوم أحد أهم العوامل المؤثرة والمتغيرة للمجتمع البشري. فمن ظهور الحاسوب الشخصي إلى انتشار الإنترنت وانتقالا الى الأجهزة الذكية ومتغيرات أخرى عديدة مثل الروبوتات والحوسبة السحابية وإنترنت الأشياء - كل هذه التقنيات وغيرها تشكل نواة التحول الجذري الذي نعيشه حاليا والذي يغير طريقة تفكيرنا وعملنا وعلاقاتنا الاجتماعية وتواصلنا حتى مع البيئة المحيطة بنا.
مكاسب اجتماعية واقتصادية
أحدثت تكنولوجيا المعلومات ثورة غير مسبوقة فيما يتعلق بالتفاعل الاجتماعي والتدويل الاقتصادي. لقد أدخلت وسائل التواصل الاجتماعي نوعًا جديدًا تمامًا من الإدماج الاجتماعي حيث أصبح بإمكان الأفراد تبادل الأفكار والمشاركة الفعالة بغض النظر عن موقعهم الجغرافي. وبالمثل، فقد سهّلت التجارة الإلكترونية عمليات الشراء والبيع العالمية وأزالت الكثير من الحدود التجارية المفروضة سابقاً. ولكن وعلى الجانب الآخر، فإن هذا اللامركزية قد أعطى دفعة قوية لتجار السوق السوداء وغسيل الأموال والجرائم عبر الإنترنت مما شكّل تحدياً كبيراً للأمن القومي والأمن الفردي أيضاً.
التأثير الثقافي والفكري
تأخذ ثقافات الشعوب أشكال متعددة بناءً على عوامل عدة منها التاريخ والتقاليد والعادات المحلية بالإضافة لمدى انفتاح تلك المجتمعات على الثقافات الأخرى. ومن خلال رقمنة المحتوى الإعلامي والترفيهي ومحتويات تعليمية متنوعة، يمكن تلخيص التأثيرات الكبيرة للتكنولوجيا بأنها تعمل كمصدر للانصهار بين الثقافات المختلفة كما أنها تزيد فرص الوصول للمعارف والمعارف الجديدة مهما كانت بعيدة جغرافيا . لكن ذلك يعرض أيضًا بعض المخاطر المتعلقة بفقدان الهوية الثقافية والإقبال الكبير والاستخدام المرضي لمواقع التواصل الاجتماعي والتي قد تؤدي لعزل الأشخاص اجتماعيًا وفكرياً.
دور التعليم وأثر التعلم الآلي
تحوَّل نظام التربية بصورة ملحوظة منذ بداية عصر الكمبيوتر؛ فالآن يتم تدريس مواد علمية باستخدام الواقع الافتراضي والمحاكاة ثلاثية الأبعاد مع وجود دورات مجانية اونلاين توفر لكافة مستخدمي الشبكة العنكبوتية فرصة الحصول على شهادات معتمدة بدون تكلفة ماديه هائلة مقارنة بالأسلوب التقليدي للحضور الأكاديمي المحلي داخل حرم الجامعات أو المؤسسات التعليمية الرسمية. إلا انه وفي المقابل ظهرت مخاوف حقيقية حول قدرة النظام الجديد من التعليم علي توفير جو المنافسة الطبيعية وكذلك تطوير المهارات الشخصية الناعمة كالقدرة علي العمل ضمن فرق وإدارة الوقت واتخاذ القرارات المنطقية الصائبة والتي تعتبر مفصلية لأصحاب الأعمال والكبار في السن الذين سيواجهون منافسة شديدة من شباب جيل الألفية نظراً لان غالبتهم ولدوا بعد دخول الانترنت إلى الحياة العامة ويمتلكون خبرات واسعة جدآ بها وبمزاياها العديدة
الاستنتاجات النهائية
ختاماً ، تتطلب هذه الثورة التكنولوجيه الحديثة مواءمه سريعة وجذرية لإعداد الشباب لسوق العمل العالمي الغني بتحولاته المتلاحقه ويتعين علينا أيضا مراعاة تأمين حقوق الإنسان خاصة حينما يتعلق الأمر بالخصوصية وكشف البيانات الشخصية واستخداماتها التجاريه الضاره كذلك يجب وضع سياسات وقوانين دوليه لحماية الأطفال والشباب وتحسين جودة خدمات الاتصالات والبنية الأساسية لهذه tehcnologies لتمكين الجميع من تحقيق رؤيتها كاملة بلا حدود مكانيهاو زمانيه.