- صاحب المنشور: اعتدال المهيري
ملخص النقاش:
يُعدُّ التعليم ركيزة أساسيَّة للبناء الحضاري والإنساني في جميع المجتمعات الإنسانية عبر التاريخ. وفي الإسلام، يُعتبر هذا الدور ذا أهمِّية بالغة نظرًا لالتزام المسلمين بتعاليم دينهم التي تشجع على طلب العلم والمعرفة. يوضح هذا المقال كيف يؤكد القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة على قيمة التعلم ويبيَّنان دورهما الأساسيين في نهضة الأمة الإسلامية وتعزيز مكانتها عالميًا.
أولاً: تأكيد القرآن الكريم على تعظيم العلم وطالبيه:
يشدد كتاب الله -عز وجل- على ضرورة احترام العلماء وتوقيرهم لما يحملونه من علم نافع وفوائد جليلة للمجتمع المسلم. يقول تعالى: "رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا" [سورة طه آية 114]؛ حيث يدعو النبي موسى عليه السلام ربه لزيادة علمه مما يدل على فضيلة التعلم المستمر لدى المؤمنين. كما جاء ذكر طلاب العلم في مواضع عديدة كالآيات الآتية "
ثانيًا: السنة المطهرة وأثرها في تقديس طالب المعرفة:
بالإضافة إلى التشديدات القرأنية حول موضوع العلم والدراسة، أكدت الأحاديث النبوية أيضًا تلك القيمة الكبيرة. منها قول الرسول صلى الله عليه وسلم:"طلب العلم فريضة على كل مسلم"، وهذا الحديث الصحيح الذي رواه الإمام أحمد وغيره من علماء الدين الإسلامي يدلل بشكل مباشر على ثبات مكانة العلم ضمن منظومة العقيدة والأخلاق الإسلامية. كذلك فالرسول محمد بن عبد الله كان يقول لأصحابه عندما يريد أحد منهم الخروج للحرب أو غير ذلك قبل ذلك:"اذهب فتعلم فإن طلب العلم فرض عين". هذه التوجيهات تدل دلالة واضحة بأن السنة المطهرة حثت على تحصيل المعارف المختلفة وانفتاح الأفراد والمجتمعات عليها بما يتوافق مع الضوابط الشرعية المتعارف عليها داخل البيئة الإسلامية المحافظة اجتماعيًا وثقافيًّا.
وفي الختام يمكن التأكيد مرة أخرى بأنه ليس هناك مجال للتنازل عن تبني منهج شامل ومتكامل للإصلاح البشري مستنداً إلى الثراء الغزير للنصوص المقدسة الموجودة ضمن الكتاب العزيز والسيرة العملية للسلف الصالح رضوان الله عليهم اجمعين والتي تساهم جميعها دون استثناء في بناء شخصية متكاملة متوازنة قادرةٍ على فهم واقعه واستيعاب العالم المحيط بها وفق رؤى شرعية وأهداف نبيلة محل توافق عام بين جمهور المهتمين بمستقبل الديار العربية والإسلامية نحو واقع افضل بإذن الله عزوجل وهو حسبنا ونعم الوكيل وصلى اللهم علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه ومن تبعهم باحسان الي يوم الدين.